سعيد محمد أحمد يكتب :ماذا يجرى تحت سمع وبصر الجولاني؟

المؤكد أن الصمت العربى تجاه ما جرى ويجرى من مجازر استهدف الطائفة العلوية من قبل ميليشيات الجولاني فى مختلف مناطق الساحل السورى غير مقبول ومخزى، مما استدعى عقد جلسة عاجلة بمجلس الامن بتوافق روسى امريكى ، فى أعقاب مطالبة أكثر من عشرة الاف علوى "روسيا" لجأوا إلى "قاعدة حميميم " الروسيه هربا من المجاذر لتوفير الحماية لهم، ورفضهم العودة لقراهم وللوصاية والحماية التركية لهم .
ومما يزيد الامر تعتيما وغموضا مع استمرار الاشتباكات فى اللاذقية ترافق مع تحول بعض القنوات والفضائيات العربية من بينها الحدث والجزيرة وسكاي نيوز لمنصات لتضليل الراى العام خدمة لاجندة معينة، وتلميع "نظام " متوحش عوضا عن نظام مستبد ، ليصبح "تنظيم القاعدة الارهابي" بسوريا الحمل الوديع, وحامى حمى الحريات، والمنقذ لحياة السوريين من العبودية.
فلا غبار فى ذلك، سوى أنها اكتفت بنقل الصورة من زاوية واحدة فقط, وعلى مدار الساعة دون أن تنقل باقى المشهد من مصادر محايده لتكتمل الصورة بل للأسف تجاهلت تماما التقارير الإخبارية والفيديوهات المنتشرة فى العالم عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعى، ودون الاشارة إلى تلك الانتهاكات التى تدركها جيدا تلك القنوات وجرت بحق الاقليات من الطائفة العلوية .
مذابح وقتل علي الهوية وتدليس أعلامي
ولم تخجل الفضائيات والقنوات العربية التى كان يجب أن تقف على مسافة واحدة من كافة الاطراف المتقاتلة،لنقل الحقيقة مجردة حول مايجرى بالصوت والصورة لمن تعرضوا إلى مذابح وقتل على الهوية ، تجاوزت ٨٠٠ ضحية وفقا للمرصد السورى لحقوق الانسان فيما وصلت الاعداد وفقا لما تم تداولة اكثر من ٢٠٠٠ ضحية ، ورغم ذلك تنازلت عن مهنيتها فى نقل الحقيقة كاملة .
ومع زيادة الضخ الاعلامى عبر شبكات التواصل الاجتماعى اضطرت الفضائيات العربية لتنقل الأخبار عن انتهاكات جرت بحق الطائفة العلوية وما تعرضو ا له من مذابح فى مدن وقرى وريف اللاذقية وبانياس وطرطوس وريف حماه الغربى، ليفيق المجتمع الدولى باصدار بيانات ادانه لتلك الانتهاكات من قبل منظمات حقوقية دولية ومن قبل الاتحاد الاوروبى والمانيا وفرنسا وروسيا وبيان للخارجية الامريكية والجامعة العربية و الخارجية المصرية وشبكات فوكس نيوز وسى ان ان الامريكية .
توثيق مجازر مروعة ارتكبتها عصابات الجولاني بحق المدنيين
فيما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أنه وثق بالصوت والصورة مجازر مروعة ارتكبتها عصابات الجولاني بحق المدنيين العزل، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية، ومؤكدا ان مايجرى فى الساحل السورى ليست تجاوزات او انتهاكات فردية ، بل مجازر ارتكبت عن عمد بحق المدنيين .
واوضح المرصد بأنه عندما يعلن نظام الجولاني المتوحش النفير العام من داخل المساجد فى سوريا ، يبقى السؤال هل من أجل محاربة تركيا أو اسرائيل ؟ آم أن هناك من يهدد الدولة السورية من دول الجوار ؟ ليصف خطاب الجولاني بانه كان خطابا تحريضيا و طائفيا لأهل الساحل السورى ، وتصريحا بالسماح للمتطرفين الارهابيين الجهاديين والتكفيرين الاجانب الذين تم تجنيسهم والحاقهم بوزارة الدفاع والامن السورية من التركمان والشيشان والايغور الخارجة عن سيطرة الدولة والتهاون معها فى عدم تسليم سلاحها وبما يؤكد عدم قدرتة وتمكنه من فرض السيطرة على الاوضاع فى سوريا والمرشحة لمزيد من التدهور واتساع اعمال العنف والاقتتال .
عدم الثقة بين جميع الاطرف
وتبقى الأسئلة المشروعة : أين "النظام " ؟ ، مما يجرى حاليا فى حلب وفى درعا وما يجرى فى السويداء وما يجرى فى الساحل السورى وما يجرى فى شمال شرق سوريا من قبل قوات الاحتلال التركى والتحالف الدولى واسرائيل ، مما ساهم فى مزيد من عدم الثقة بين كافة الاطراف، وربما انعدامها كليا فى غياب قدرة النظام على فرض حالة الامن والامان فى عموم سوريا حتى أصبح الاحساس بالأمن بعيدا وربما تقلص لمجرد حلم بعيد المنال .