أتجوزت عرفي : تفاصيل مقتل أم على يد أبنائها في الدقهلية بعد 40 يومًا من إخفاء الجريمة

"أم في ورطة".. كيف تحول غضب الأبناء إلى جريمة بشعة بسبب زواج الأم العرفي؟
لم تكن آمال (58 عامًا)، ابنة محافظة الدقهلية، تتوقع أن زواجها العرفي سيجعلها ضحية جريمة مروعة على يد اثنين من أبنائها، الذين أنهوا حياتها خنقًا بـ"إيشارب" واستولوا على مصوغاتها الذهبية وهاتفها المحمول، قبل أن ينجحا في إخفاء الجريمة لمدة 40 يومًا.
بداية الجريمة: سقوط مزعوم من السلم
بدأت القصة عندما استقبل مستشفى بلقاس المركزي السيدة آمال.ا.ع، وهي تعاني من إصابات خطيرة إثر ما اعتقد الجميع أنه سقوط من أعلى سلم منزلها.
التقرير الطبي أظهر أنها تعاني من كسور في الوجه والصدر، واشتباه نزيف بالمخ، ما تطلب نقلها إلى العناية المركزة.
لم تتهم العائلة أي شخص، حيث أبلغ ابنها السعيد (27 عامًا) وجارها الشرطة بأنها سقطت عن طريق الخطأ، وهو ما أكدته الشهود في ذلك الوقت.
تحقيقات بعد الوفاة.. وأسرار الجريمة تتكشف بعد 40 يومًا
بعد أيام من دخول المستشفى، فارقت الأم الحياة متأثرة بإصابتها، وتم تسجيل الوفاة على أنها نتيجة سقوط عرضي.
النيابة العامة أمرت بدفن الجثمان بعد تقرير الطب الشرعي، ولم يثر أحد أي شكوك حول وجود شبهة جنائية في البداية.
لكن بعد 40 يومًا، حدث ما لم يكن متوقعًا.. ابنتا المجني عليها "مي" و"مروة" حضرتا إلى النيابة العامة، ووجهتا اتهامًا مباشرًا لشقيقهما إبراهيم (30 عامًا) وشقيقتهما حنان (35 عامًا) بقتل والدتهما!
اعترافات صادمة: كيف خطط الأبناء لجريمتهم؟
تحقيقات المباحث بقيادة المقدم محمد البنا كشفت تفاصيل الجريمة كاملة، حيث اعترف إبراهيم وحنان بجريمتهما البشعة، مؤكدين أنهما قتلا والدتهما بسبب غضبهما من زواجها العرفي المتكرر بعد طلاقها من والدهما، ورفعها دعاوى نفقة ضده.
وفقًا للاعترافات:
- استغل المتهمان غياب زوج والدتهما الجديد، وتوجها إلى منزلها.
- قام إبراهيم بخنقها بـ"إيشارب" أحضرته حنان، بينما قامت الأخيرة بكتم أنفاس والدتها حتى فقدت الوعي.
- ضربت حنان والدتها بعصا خشبية ("يد مكنسة")، واعتقدا أنها فارقت الحياة.
- استولى المتهمان على هاتف والدتهما المحمول ومصوغاتها الذهبية (دبلة – خاتم – حلق)، قبل أن يهربا من المنزل.
لحظة السقوط: الحقيقة تظهر أخيرًا
المفاجأة الكبرى كانت أن المجني عليها لم تمت على الفور، فبعد أن أفاقت من الضرب حاولت الخروج والاستغاثة بالجيران، لكنها فقدت توازنها وسقطت من أعلى السلم، وهو ما أدى إلى إصاباتها الخطيرة التي تسببت في وفاتها لاحقًا.
محاولة إخفاء الأدلة.. لكن العدالة انتصرت
حنان اعترفت بتخلصها من الهاتف المحمول والمشغولات الذهبية، حيث قامت بإلقائها في إحدى المجاري المائية أثناء عودتها إلى مسكنها في إحدى قرى المحلة الكبرى.
تحريات المباحث أكدت صحة أقوال الشقيقتين "مي" و"مروة"، مما دفع النيابة العامة إلى إصدار أمر ضبط وإحضار للمتهمين، حيث تم القبض عليهما خلال ساعات.
بمواجهتهما بالأدلة، اعترفا بالجريمة كاملة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وعرضهما على النيابة لمباشرة التحقيقات.
هل كانت الجريمة مبررة؟
على الرغم من أن المتهمين بررا جريمتهم بغضبهم من تصرفات والدتهم، إلا أن القانون لا يعترف بأي مبررات للقتل العمد، مما يجعل العقوبة قد تصل إلى الإعدام أو السجن المؤبد.
النيابة العامة ستوجه إليهما تهمًا تشمل:
- القتل العمد مع سبق الإصرار.
- السرقة بالإكراه.
- إخفاء أدلة جنائية.
قصة مأساوية تطرح تساؤلات مجتمعية
هذه الجريمة تسلط الضوء على قضايا التوتر العائلي والمجتمعي في مصر، حيث لا تزال الخلافات الأسرية أحيانًا تؤدي إلى جرائم مأساوية.كما نعكس هذة الجريمة حجم القسوة لدي بعض الأبناء وانانيتهم