”نصر العاشر من رمضان”.. كيف حطم الصائمون أسطورة الجيش الذي لا يُقهر؟

يوافق اليوم العاشر من رمضان عام 1393 هـ (6 أكتوبر 1973 م) ذكرى أحد أعظم الانتصارات في التاريخ العربي والإسلامي، حيث نجح الجيش المصري في اختراق خط بارليف المنيع، وتحرير الضفة الشرقية لقناة السويس، ودحر الجيش الإسرائيلي في ملحمة بطولية قادها جنود صائمون، رغم قسوة الظروف القتالية.
كيف نجح الجيش المصري في تحقيق النصر؟
الصيام لم يكن عائقًا بل دافعًا روحانيًا للمقاتلين، حيث قاتل الجنود المصريون بإيمان وعزيمة لا تلين، فاجتازوا أصعب العوائق العسكرية في التاريخ الحديث.
عنصر المفاجأة: شنّ الجيش المصري هجومًا مباغتًا في تمام الساعة 2 ظهرًا بتوقيت القاهرة، مستغلًا توقيت الصيام عند الجنود المصريين، وانشغال الجيش الإسرائيلي بعيد الغفران.
تحطيم خط بارليف: تمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس في أقل من 6 ساعات باستخدام خراطيم المياه لهدم الساتر الترابي، في خطة عبقرية لم تتوقعها إسرائيل.
تدمير الدبابات الإسرائيلية: استخدم الجنود المصريون أسلحة مضادة للدروع، مثل صواريخ آر بي جي وصواريخ ساغر السوفيتية، مما أدى إلى تحييد التفوق الإسرائيلي بالدبابات.
السيطرة على الضفة الشرقية: في خلال ساعات، كانت القوات المصرية قد أقامت رؤوس جسور على الضفة الشرقية لقناة السويس، وألحقت خسائر فادحة بالجيش الإسرائيلي، الذي بدأ في الانسحاب والتراجع.
الصيام وروح الإيمان في قلب المعركة
على الرغم من الصيام، لم يتراجع المقاتلون المصريون عن أداء واجبهم، بل اعتبروه دافعًا إيمانيًا يعزز صمودهم.
أحد قادة الحرب يروي:
"كنا نشعر أن الله معنا، لم نكن نخشى الموت، كنا نعلم أن النصر قادم.. لم يكن هناك وقت للإفطار، ولم نشعر بالجوع وسط القتال!"
كان الجنود يرفعون شعار "الله أكبر" مع كل خطوة يحققونها، وهو ما تسبب في انهيار الروح المعنوية للجنود الإسرائيليين.
نتائج نصر العاشر من رمضان
تحرير الضفة الشرقية لقناة السويس بعد احتلال دام منذ نكسة 1967.
إلحاق خسائر هائلة بإسرائيل، حيث تكبدت خسائر بشرية ومادية ضخمة.
إجبار إسرائيل على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لأول مرة، مما أدى لاحقًا إلى معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية.
كيف علّق الإسرائيليون على الهزيمة؟
موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي حينها:
"كانت هذه أكبر صدمة تعرضت لها إسرائيل، لم نتوقع أبدًا أن يستطيع الجيش المصري عبور القناة بهذه السرعة والقوة."
جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك:
"شعرت أن نهاية إسرائيل قد اقتربت."
الدروس المستفادة من نصر العاشر من رمضان
الإيمان والعزيمة تصنع المعجزات، فرغم تفوق العدو في العتاد، انتصر الجنود الصائمون بروحهم القتالية وإصرارهم.
التخطيط الذكي عنصر حاسم في الحروب، فقد أثبتت القوات المصرية أن التكتيك الجيد يمكن أن يتغلب على التكنولوجيا المتطورة.
الوحدة العربية عامل مهم في أي صراع، حيث ساندت الدول العربية مصر وسوريا خلال الحرب، مما ساهم في تحقيق الانتصار.