رئيس وزراء جرينلاند يتهم ترامب بترويع السكان بسبب مطالبته بضم الجزيرة لأمريكا

ترامب يكرر مطالبته بضم جرينلاند.. ورئيس الوزراء يصفه بعدم الاحترام والترويع
تسبب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في أثارة موجة جديدة من الجدل بعد إعلانه مجددًا عن نيته جعل جرينلاند جزءًا من الولايات المتحدة، ما دفع رئيس وزراء جرينلاند، موتي إيغيدي، إلى توجيه انتقادات لاذعة لترامب، متهمًا إياه بـ ترويع سكان الجزيرة والتعامل معهم بازدراء.
غضب جرينلاندي من تصريحات ترامب
أكد إيغيدي في مقابلة مع إذاعة "دي آر" الدنماركية:
"أنا قلق للغاية بشأن ما يحدث في العالم الآن: النظام العالمي غير المستقر في كثير من النواحي، وربما رئيس الولايات المتحدة الذي لا يتحمل المسؤولية عن أفعاله، مما يجعل الناس يشعرون بعدم الأمان... نحن نستحق المعاملة باحترام، ولا أعتقد أن الرئيس الأمريكي ينوي فعل ذلك منذ توليه منصبه."
وأضاف أن تصرفات ترامب الأخيرة تعني أن جرينلاند لن تكون قريبة من الولايات المتحدة على المدى الطويل، على عكس ما قد يتوقع البعض.
ترامب: جرينلاند ضرورية لأمن أمريكا
قبيل الانتخابات في جرينلاند، نشر ترامب منشورًا عبر منصته "Truth Social" قال فيه:
"نحن على استعداد لاستثمار مليارات الدولارات لخلق فرص عمل جديدة وجعلكم أثرياء. وإذا كنتم ترغبون في ذلك، فنحن نود أن تكونوا جزءًا من أعظم دولة في العالم – الولايات المتحدة الأمريكية!"
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قام الملياردير إيلون ماسك بمشاركة المنشور عبر منصته X، ما ساهم في نشره على نطاق أوسع.
وكان ترامب قد وصف في أواخر 2024 امتلاك أمريكا لجرينلاند بأنه "ضرورة مطلقة"، مؤكدًا أن الجزيرة تلعب دورًا استراتيجيًا في أمن الولايات المتحدة القومي.
جرينلاند: تاريخ من الاستقلال عن الدنمارك
جرينلاند كانت مستعمرة دنماركية حتى عام 1953، ثم حصلت على حكم ذاتي موسع عام 2009، مما منحها صلاحيات كبيرة في إدارة شؤونها الداخلية، رغم بقائها جزءًا من المملكة الدنماركية.
في عام 2019، انتشرت تقارير إعلامية عن نية ترامب شراء جرينلاند، لكنه واجه رفضًا قاطعًا من حكومة الدنمارك التي اعتبرت الفكرة "سخيفة".
وفي 5 مارس 2025، صرح ترامب أمام الكونجرس الأمريكي بأن أمريكا "بطريقة أو بأخرى" ستحصل على جرينلاند، لأنها ضرورية للأمن القومي الأمريكي.
هل تصبح جرينلاند ساحة صراع جيوسياسي؟
يُنظر إلى جرينلاند على أنها منطقة استراتيجية غنية بالموارد الطبيعية، إضافة إلى موقعها الجغرافي المهم في القطب الشمالي، ما يجعلها محط اهتمام أمريكي ودولي.
الدنمارك، من جانبها، رفضت أي محاولات لبيع الجزيرة أو تغيير وضعها السياسي.
تصاعد التوتر بين ترامب وجرينلاند قد يؤدي إلى زيادة النفوذ الروسي والصيني في المنطقة، حيث تسعى بكين بالفعل إلى الاستثمار في مشاريع التعدين والبنية التحتية