تصاعد العنف في الساحل السوري: ارتفاع عدد القتلى إلى 1018 ونزوح جماعي نحو لبنان

شهد الساحل السوري موجة من العنف الدامي الذي اندلع منذ يوم الخميس 6 مارس، مما أدى إلى ارتفاع كبير في عدد القتلى والنزوح الجماعي للسكان باتجاه شمال لبنان. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان مساء السبت أن حصيلة القتلى بلغت 1018 شخصًا، بينهم 745 مدنيًا جرى تصفيتهم بدم بارد وسط تصاعد الاقتتال في المنطقة.
ارتفاع عدد القتلى وتفاقم الوضع الأمني
وقال المرصد السوري، إن الاشتباكات اندلعت بعد دخول مجموعات مسلحة لمؤازرة قوات الأمن وتشكيلات وزارة الدفاع السورية، وأسفرت عن مقتل:
745 مدنيًا في عمليات تصفية جماعية.
125 عنصرًا من الأمن العام ووزارة الدفاع والقوات الرديفة، بينهم 93 جنديًا سوريًا.
148 مسلحًا من الموالين للنظام السابق، لقوا حتفهم في المواجهات الأخيرة.
تسبب التصعيد في انقطاع الكهرباء والمياه في ريف اللاذقية لليوم الثاني على التوالي، مما زاد من معاناة السكان الذين واجهوا توقف الأفران عن إنتاج الخبز وإغلاق الأسواق، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والخدمات الأساسية.
وزارة الدفاع السورية: خطة لضبط الأمن وإغلاق الطرق
أعلنت وزارة الدفاع السورية الجمعة أنها وضعت خطة لضبط الوضع الأمني ومنع توسيع العمليات داخل المدن حفاظًا على سلامة المدنيين. كما صرّح مصدر عسكري يوم السبت أن العملية العسكرية تم إيقافها مؤقتًا لحين إخراج العناصر غير المنتمية إلى المؤسسة الأمنية والعسكرية من المنطقة.
وأكدت وزارة الدفاع، بالتنسيق مع إدارة الأمن العام، أنها قامت بإغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل لضبط الأوضاع الأمنية ومنع حدوث تجاوزات.
نزوح جماعي إلى شمال لبنان وسط غياب الدعم الدولي
على وقع تصاعد الأحداث، شهدت الحدود الشمالية للبنان موجات نزوح كبيرة للسكان من مناطق الساحل السوري، خصوصًا باتجاه منطقة عكار الحدودية.
النائب اللبناني سجيع عطية أكد أن آلاف النازحين يتدفقون يوميًا إلى قرى علوية في عكار، حيث بات المنزل الواحد يضم عشرات الأشخاص بسبب كثافة النزوح.
في يوم واحد فقط، سجل دخول 10 آلاف نازح سوري إلى الأراضي اللبنانية عبر المعابر غير الشرعية، نظرًا لتدمير إسرائيل للمعابر الشرعية الثلاثة: العريضة، العبودية، والبقيعة.
اللاجئون السوريون توافدوا أيضًا إلى جبل محسن في طرابلس، وسط تحذيرات لبنانية من عدم القدرة على استيعاب موجة لجوء جديدة.
مخاوف لبنانية من كارثة ديموغرافية
وفقًا للمعلومات المتاحة، فإن مفوضية اللاجئين لم تتدخل حتى الآن في إحصاء النازحين أو تقديم المساعدات لهم، مما يزيد من تفاقم الأزمة.
العميد المتقاعد جورج نادر أعرب عن مخاوفه من تحول لبنان إلى "دولة لجوء دائمة"، قائلًا:
"هل نستطيع استيعاب مليون سوري جديد، لينضموا إلى مليوني لاجئ سوري موجودين بالفعل؟ سيصبح عدد اللاجئين أكثر من عدد اللبنانيين!"
أشار إلى أن لبنان يعاني من أزمات اقتصادية خانقة، وليس لديه القدرة على تحمل تبعات نزوح جديد من الساحل السوري، خاصة مع تدهور البنية التحتية وعدم قدرة المؤسسات على استيعاب اللاجئين الجدد.
جهود لبنانية ودولية لمعالجة الأزمة
سبق أن حاول رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي معالجة ملف عودة اللاجئين خلال زيارته إلى دمشق في يناير الماضي، لكن لم يحدث أي تقدم.
كما بحث رئيس الجمهورية جوزيف عون الملف مع الرئيس السوري أحمد الشرع خلال اجتماع جامعة الدول العربية في مصر، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة لضبط الحدود ومنع التجاوزات.
أزمة متفاقمة بين سوريا ولبنان بسبب موجة النزوح المكثفة
في ظل تصاعد القتال في الساحل السوري وارتفاع أعداد الضحايا، يواجه لبنان أزمة جديدة بسبب موجة النزوح المكثفة، فيما تتزايد المطالبات بتدخل الأمم المتحدة والجامعة العربية لاحتواء الأزمة قبل أن تتحول إلى كارثة إنسانية وأمنية.