سعيد محمد أحمد يكتب : سوريا .. وحقيقة خلاصها من المشروع الظلامي

تحديات كثيرة تواجه سوريا، وبما يدعو إلى الخوف بحق على سوريا الدولة خلال مواجهتها للمشروع الظلامي لقادة التنظيمات الارهابية والجهادية التكفيرية التى تسعى لفرض إرادتها على الشعب وبما قد يعرضه لانتكاسة لا تمكنه من الوقوف من جديد فى ظل غياب القانون والامن لحماية مختلف مكونات المجتمع السورى، بطابعه المتعدد الطوائف والمذاهب .
ويتماهى مع حالة القلق وانعدام الثقة وحالة التوجس بين قطاعات كثيرة من الأقليات، تجاهل الادارة الامريكيه لما يجرى على الارض السورية بدعوى انها تعيش مرحلة كبرى من الفوضى ، و بما يفرض سؤالًا جوهريا يتعلق حول إرادة واشنطن وحقيقة رفعها العقوبات عن "تنظيم القاعدة" بوصفها منظمة ارهابية تلقى دعما لا محدودًا من جماعة الاسلام السياسي ممثلة فى الاخوان و انطلاقًا من عدم ثقة الادارة الامريكية بالإسلاميين مهما قدموا من تطمينات.
ترويض باقى التنظيمات والفصائل الجهادية التكفيرية الشديدة الدموية والتطرف
ويبقى السؤال الذى يظل يراوح مكانه حول مدى استطاعة أحمد الشرع ابو محمد الجولاني الرئيس الانتقالي على ترويض باقى التنظيمات والفصائل الجهادية التكفيرية الشديدة الدموية والتطرف كى يثبت قدرته على ضبطها، ووقف اعتدائتها على الأقليات وباقى الطوائف سواء كانت علوية أو شيعية أو المسيحية وما تتعرض له كنائسهم من انتهاكات فى العديد من المناطق ذات الاقليات.
وهل يسطيع الشرع برغم مرور قرابة الثلاثة أشهر أيضًا أن يكون الوجه الأفضل والمقبول فى سوريا الجديدة فى تنفيذ وعوده للعرب و للغرب، وبما يؤدي إلى اختفاء كافة المظاهر السلبية المسلحة المتطرفه من المشهد السياسي العام من استحلال للأملاك الخاصة بالمواطنين، أو انتهاكها للحرمات الخاصة فى الاعتداء على منازل رجال الدين مهما كانت اراءهم، وآخرها اقتحام منزل ومقر اقامة مفتى سوريا أحمد حسون فى مدينة حلب واهانته، وربما اعتقالة بدعوى انه كان مؤيدًا للنظام السابق ،فى ظاهرة عبثية غير مبشرة بالخير ،علاوة على قتل الشيخ عمر حوري فى حى الميدان بقلب العاصمة دمشق واعتقال الشيخ بسام ضفدع فى الغوطة الشرقية.
محاولات اعتلاءها السلطة بالقوة المسلحة أساءت عن حق للاسلام وللدين الاسلامى
المؤكد أن معظم تجارب الاسلام السياسي فى محاولات اعتلاءها للسلطة بالقوة المسلحة أساءت عن حق للاسلام وللدين الاسلامى و أثبتت فشلها عبر العديد من التجارب السيئة التى أتت بالخراب على بعض دول المنطقة عربيا وافريقيا فى "سوريا والسودان ولبنان وفلسطين وليبيا واليمن"، لتؤكد ان تلك التجارب وتداخلها مع مشاريع دينية أقليمية كانت لها القدرة على تدمير المجتمعات وليس الحفاظ عليها ، وفشلهم فى إقامة مشروع وطني جامع يؤسس لتشكيل هوية وطنية وجيش وطنى يجمع كل الطوائف والمذاهب تحت مظلة دولة العدالة والقانون ووحدة الارض وأن يكون الوطن للجميع .
خروج البعض لمدح الحاكم والتطبيل له بل وتقديسه
على جانب اخر من الصورة ترى على الساحة فى سوريا الجديدة، متغيرا يتمثل فى خروج البعض لمدح الحاكم والتطبيل له بل وتقديسه، واعلانهم أن طاعة الحاكم فرض عين على كل مسلم وبأدلة شرعية ، وفقا لما صرح به احد رجال الدين ، ويدعى "محمد راتب النابلسي" أحد مؤيدي النظام السابق وبما يؤكد بأن علماء بلاط السلطان موجودون فى كل زمان ومكان ، ويبقى السؤال.. فهل هى سوريا كما لم يراها أحدا من قبل ؟
محاسبة "الجولاني" على ما فعله سواء فى ادلب او فى العراق قبل أن يصبح "أحمد الشرع"؟
وتبقى الحقيقة .. إذا أرادوا محاسبة اى رجل دين على تصريحات او مواقف قديمة فمن بآب أولى أيضًا محاسبة "الجولاني" على ما فعله سواء فى ادلب او فى العراق قبل أن يصبح "أحمد الشرع"؟ فمن قام باعدام
النساء فى شوارع مدينة " ادلب" النموذج الواجب تطبيقه فى الشام ، وماذا عن مطالبة العراق محاكمته على جرائم قتله الابرياء وفقا لما صرح به رئيس الوزراء العراقى الاسبق نورى المالكى بعدم استقباله وأن الحكومة العراقية مضطره لدعوة أحمد الشرع بحكم سوريا عضو فى الجامعة العربية وقد أعلن عدم ذهاب الشرع الى العراق لحضور القمة وقد يمثل وفد سوريا وزير الخارجية فى الحكومة المؤقتة .