عيد فؤاد يكتب: لماذا أثار أبو تريكة الجدل بين أبناء المحروسة ؟

كثر الكلام ..وازداد اللغط حول مشاركة محمد أبو تريكة نجم الأهلي ومنتخب مصر الأسبق والمحلل الرياضي بقنوات "بين سبورت" الرياضية حاليا في الإعلان عن ستاد الأهلي الجديد الذي تمت إذاعته على العديد من القنوات الفضائية .
ازمة محمد أبوتريكة وأعلان الأهلي
البعض يرى أن مشاركة تريكة وتصدره المشهد الرئيسي في الإعلان عن الاستاد، يعني الاستهانة بأرواح الشهداء الذين روت دماءهم الطاهرة ثرى مصر دفاعا عن وطننا الغالي، علاوة على أن اللاعب نفسه له مواقف سلبية سابقة يعلمها الكثيرين قد أغضبت معظم المصريين، كما لم ينع يوما، الشهداء من الجيش والشرطة الذين استشهدوا وهم يدافعون عنه وعنا وعن جميع المصريين، بل وأزُهقت أرواحهم غدرا على يد جماعة الإخوان "الإرهابية" .
أصحاب هذا الرأي يقولون، كان يجب على الأهلي عدم الإقدام على هذه الخطوة والزج بنجم الأهلي السابق في هذا الإعلان الذي أثار حفيظة ملايين المصريين، في ظل عدم وضوح الرؤية تماما بالنسبة لموقفه القانوني، وإلا لو كان موقفه سليما من هذه الناحية فلماذا لم يعد إلى مصر حتى الآن . !!
أخلاق ابو تريكة
أما أصحاب الرأي الآخر فيرون أن أبو تريكة نجم كبير ومحبوب من ملايين المصريين وصاحب شعبية جارفة ليس في مصر فقط ولكن في كافة الدول العربية وله مواقف محفورة في الوجدان، وخصوصا الانسانية والتي تشهد على حُسن أخلاقه، وأن مشاركته في تصوير الإعلان أمر طبيعي، باعتباره واحدا من الأساطير الكروية التي أسعدت جميع المصريين على اختلاف انتماءاتهم، وخصوصا جماهير النادي الأهلي، حيث قدم الكثير للنادي ومنتخب مصر.
وجهة نظري الشخصية، أنه طالما لا يزال موقف أبو تريكة معلقا حتى الآن ولم يحسمه القضاء المصري الشامخ، والذي نَجلّه جميعا، فعلينا التزام الصمت ولا نثير الاحتقان في الشارع المصري، بل وعدم انسياق بعض الإعلاميين وراء ما يتم تداوله على السوشيال ميديا، وإشعالها بكلام لن يزيد الأوضاع إلا توترا، في مرحلة دقيقة وحاسمة من تاريخ وطننا الحبيب مصر بصفة خاصة والمنطقة العربية بصفة عامة، مع الوضع في الاعتبار أن الأهلي لا يمكن أن يصّور هذا الإعلان، والذي تصدره أحد أساطيره دون أن يكون قد حصل على كافة الموافقات اللازمة من الجهات المختصة، وأنه إذا كان هناك خطأ قد وقع عند تصوير إعلان الاستاد فإن إدارة الأهلي هي المسؤولة عنه أولا وأخيرا، بعدما سمحت لأحد نجومها الكبار المشاركة في تصوير الإعلان قبل أن يتم حسم موقفه القانوني بشكل نهائي، وخصوصا أنه عندما يتعلق الأمر بمصر وشهداء مصر يقف الجميع احتراما وتعظيما وإجلالا، لأنها فوق كل شيء بعد الله سبحانه وتعالى.
تعاملاتي مع محمد ابوتريكة
وددت أيضا لفت أنظار القراء الأعزاء إلى أنني من خلال هذه السطور القليلة أعلن أنني قد تعاملت مع النجم الكبير محمد أبو تريكة عدة سنوات، بحكم عملي الصحفي وتغطية أخبار النادي الأهلي ومنتخب مصر لسنوات طويلة، عندما كان لاعبا في الأهلي ومنتخب مصر، ولمست أخلاقه العالية وحب الجميع له، الصغير قبل الكبير، زملائه اللاعبين والمدربين، الجماهير والمسؤلين، ولكن فقط وضّحت وجهة نظري في هذه الأزمة المثارة منذ بدء إذاعة الإعلان على القنوات الفضائية المصرية والذي توقف بثه عليها بالمناسبة لحين إشعار آخر .
وقبل أن أقول كلمتي الأخيرة في هذا الملف الشائك استشهد بروايات بعض زملاء النجم الكبير محمد أبو تريكة الذين كانوا قد زاملوه في الأهلي والمنتخب أمثال، وائل جمعة، محمد بركات، أحمد شديد قناوي، عماد متعب، عماد النحاس، والذين اجمعوا على أنه كان ملتزم جدا داخل الملعب وخارجه، ولم يرد يوما على انتقاد أو تطاول البعض عليه، سواء عندما كان لاعبا أو حتى وهو محللا رياضيا حاليا .
أما المحامي طارق العوضي عضو لجنة العفو الرئاسي فقال، ظهور أبوتريكة في الإعلان ليس عليه أي مشكلات قانونية، فلم تصدر ضده أية أحكام قضائية حتى الآن، رغم وضعه على قوائم الإرهاب، وظهوره جاء لاعتبارات رياضية ولا يحمل أي مغزي سياسي للنادي، بعيدًا عن النواحي السياسية، وخاصة أنه صاحب بصمة كبرى في بطولات النادى الأهلى، مع ملاحظة أن القانون يحظر العمل السياسي بالأندية الرياضية، وأبوتريكة مجرد متهم، وفي القانون المتهم بريء حتى تثبت إدانته .
أخيرا ..أعتقد أن تريكة من جانبه يعمل بمقولة الإمام علي، كرّم الله وجهه، ورضي الله عنه وأرضاه، "بكثرة الصمت تكون الهيبة، والصمت فضيلة، وهو نوع من أنواع التواصل غير اللفظي البليغ" والأيام القادمة سوف تحسم هذا الجدل الذي أثاره ظهور اللاعب في الإعلان الشهير .