جكومة إسرائيل تستعد لاستئناف الحرب في غزة.. جدل داخلي وضغوط أمريكية

طالبت الحكومة الإسرائيلية من الجيش بالاستعداد الفوري للعودة إلى الحرب في غزة، في ظل الجمود في المفاوضات مع حماس حول تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق المرحلي. وتزامن ذلك مع تصاعد الضغوط الداخلية والدولية، حيث تواجه إسرائيل انتقادات أمريكية وتحذيرات من عائلات الرهائن المحررين بشأن تداعيات استئناف القتالفي غزة.
التوجيهات العسكرية الإسرائيلية: العودة للحرب خيار مطروح
وذكر تقرير قامت بنشرة هيئة البث الإسرائيلية، أصدر المستوى السياسي في إسرائيل تعليمات للجيش بالاستعداد الفوري لاستئناف القتال في غزة، وسط توقعات بتصعيد عسكري وشيك في قطاع غزة.
- ونقل عن مصادر سياسية إسرائيلية أن "حماس غير مهتمة بدفع خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف".
- وفي السياق ذاتة ، يبدو أن إسرائيل لا تنوي أيضًا التفاوض على وقف الأعمال العدائية وفقًا للاتفاق المرحلي.
وفي سياق ذلك، أكدت مصادر مقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الخيار العسكري لا يزال مطروحًا بقوة على الطاولة، لكن المخاوف من إلحاق ضرر بحياة الرهائن لا تزال تُعقّد اتخاذ القر
استغلال المساعدات الإنسانية كوسيلة ضغط
منذ مطلع الشهر الجاري، اتخذت إسرائيل خطوات تصعيدية تمهيدًا لفرض ضغوط إضافية على حماس، شملت:
وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
التهديد بقطع الكهرباء والمياه عن القطاع.
التلويح بالعودة إلى العمليات العسكرية المكثفة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن "إسرائيل تدرك أن هذه الإجراءات بدأت تؤثر على غزة"، معتبرة أنها قد تدفع حماس إلى إطلاق الرهائن تحت الضغط.
علي جانب لخر ، أعرب مسؤولون إسرائيليون كبار عن غضبهم من الاتصالات التي أجراها المبعوث الأمريكي آدم بوهلر مع قادة حماس، والتي تمت دون إخطار إسرائيل مسبقًا. وقال مصدر سياسي إسرائيلي:
"الأمريكيون يقفزون على رؤوسنا لممارسة الضغط علينا أيضًا".
عائلات الرهائن المحررين تحذّر من استئناف القتال
يمثل ضغط عائلات الرهائن الإسرائيليين إحدى العقبات الرئيسية أمام استئناف الحرب، حيث وجه 56 رهينة محرر رسالة مباشرة إلى نتنياهو وحكومته طالبوا فيها بـ:
تنفيذ اتفاق الإفراج بالكامل دون تأخير.
عدم التسرع في العودة إلى القتال، لما قد يمثله من خطر على حياة الرهائن المتبقين.
الاستفادة من الفرصة الأخيرة لإنقاذ جميع المحتجزين وإعادة الجثث.
وجاء في الرسالة:
"الطريقة الوحيدة لإعادتهم هي التنفيذ الكامل للاتفاق - خطوة واحدة، دون تأخير. لا تدعوا هذه الفرصة تفلت من أيدينا."
كما حذّروا من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى سقوط مزيد من الرهائن القتلى، مستشهدين بأن عدد الرهائن الذين لقوا حتفهم خلال العمليات العسكرية كان أكبر من عدد الذين تم تحريرهم.
استعدادات الجيش الإسرائيلي للمعركة المقبلة
الرئيس الجديد لأركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير وضع خطة عسكرية لاستئناف الحرب في غزة، وأصدر رسالة إلى الجنود جاء فيها:
"نحن نسير في اتجاه واحد - النصر وهزيمة العدو. سنوجه ضربة ساحقة لأعدائنا ولن نهدأ حتى يعود إخواننا من أنفاق الأسر."
لكن هذا التصعيد العسكري يواجه معارضة من بعض القيادات الأمنية الإسرائيلية، حيث اعتبر تامير هايمن، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات في الجيش، أن الاحتلال العسكري لقطاع غزة هو الخيار الوحيد لضمان عدم عودة التهديدات، لكنه غير واقعي من الناحية السياسية.
خيارات أسرائيل "" هل تتجه إسرائيل إلى احتلال غزة؟
وفقًا لتحليل هايمن، فإن إسرائيل أمام خيارين:
الخيار العسكري: يتمثل في احتلال قطاع غزة بالكامل وفرض حكم عسكري مؤقت، ثم استبداله بكيان فلسطيني مدعوم دوليًا. لكن هذا الحل يفتقر إلى الشرعية الدولية ويُعرّض إسرائيل لحرب استنزاف طويلة الأمد.
الخيار السياسي: يتمثل في تطبيق نموذج الضفة الغربية في غزة، أي إنشاء سلطة مدنية فلسطينية تحت مسؤولية أمنية إسرائيلية، بحيث تواجه حماس منافسة مزدوجة من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية على النفوذ السياسي والاقتصادي.
وأشار إلى أن إسرائيل وافقت بالفعل على هذا النموذج جزئيًا في معبر رفح، وهو ما قد يكون مقدمة لخطة طويلة الأمد لإضعاف سيطرة حماس في غزة تدريجيًا.
ماذا بعد؟ السيناريوهات المحتملة
التصعيد العسكري الفوري: إسرائيل قد تستأنف الحرب في الأيام المقبلة إذا فشلت المفاوضات، مما قد يؤدي إلى خسائر فادحة على الجانبين، مع مخاطر مباشرة على حياة الرهائن.
ضغط أمريكي لتجنب التصعيد: إدارة الرئيس دونالد ترامب تسعى لمنع اندلاع حرب شاملة، وتواصل ممارسة ضغوط دبلوماسية على إسرائيل وحماس للالتزام بالاتفاق المرحلي.
حل سياسي طويل الأمد: مع استمرار حالة الجمود العسكري، قد تلجأ إسرائيل إلى فرض واقع جديد في غزة عبر تقوية نفوذ السلطة الفلسطينية وتقليص تأثير حماس تدريجيًا.
معضلة أسرائيل بين استئناف الحرب والتوصل إلى حل سياسي مؤقت
يبدو أن إسرائيل تقترب من مفترق طرق استراتيجي، حيث تواجه معضلة معقدة بين استئناف الحرب والتوصل إلى حل سياسي مؤقت. وبينما تواصل حكومة نتنياهو التلويح بالخيار العسكري، فإن الضغوط الداخلية والخارجية قد تدفعها إلى مراجعة استراتيجيتها، في ظل مخاطر فقدان الدعم الدولي وتصاعد الغضب الشعبي في إسرائيل بسبب قضية الرهائن.
لكن في نهاية المطاف، تبقى حماس طرفًا رئيسيًا في المعادلة، حيث تستفيد من الانقسامات الإسرائيلية والتردد الأمريكي، مما يمنحها مساحة أكبر للمناورة والتفاوض في المرحلة القادمة.