تحقيقات الشاباك تكشف أسباب فشل منع هجوم 7 أكتوبر.. ونتنياهو وبن غفير يهاجمان رئيس الجهاز الأمني

اقتحامات القدس المتكررة و سوء معاملة الأسري واغقال التقارير الأمنية وراء هجوم 7 اكتوبر
كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) عن تقريره النهائي بشأن الإخفاق الأمني في منع هجوم 7 أكتوبر 2023، حيث ألقى التقرير باللوم على السياسات الحكومية، مشيرًا إلى أن عدة عوامل رئيسية، مثل الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وسوء معاملة الأسرى الفلسطينيين، ساهمت في تصاعد قوة حماس، في حين اعتبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن التقرير محاولة للتنصل من المسؤولية.
أسباب الفشل الأمني وفقًا لتحقيقات الشاباك
كشف رئيس الشاباك، رونين بار، في تقرير رسمي، أن هناك عدة عوامل أدت إلى الفشل في منع هجوم 7 أكتوبر، أبرزها:
- التوترات المتصاعدة في المسجد الأقصى، والتي أدت إلى تأجيج المشاعر الفلسطينية وزيادة الدعم لحماس.
- سوء معاملة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، وهو ما أسهم في تصعيد الغضب الشعبي.
- التفكك الاجتماعي داخل إسرائيل بسبب الأزمة السياسية المتعلقة بالإصلاحات القضائية، مما أعطى حماس تصورًا بضعف المجتمع الإسرائيلي.
- إهمال معلومات استخباراتية حاسمة حول خطة حماس للاقتحام، رغم أن الشاباك كان على علم بها منذ عام 2018.
- غياب التنسيق الفعال مع الجيش الإسرائيلي مما أدى إلى تأخر الاستجابة العملياتية وقت الهجوم.
وأشار التقرير إلى أن الجهاز الأمني كان لديه معلومات مسبقة عن خطة "جدار أريحا"، والتي تضمنت تفاصيل دقيقة عن استعدادات حماس لشن هجوم واسع النطاق، لكن عدم تفعيل العملاء الميدانيين بشكل صحيح وفشل تحليل المعلومات الاستخباراتية أدى إلى عدم اتخاذ التدابير اللازمة لإحباط الهجوم.
نتنياهو يهاجم الشاباك ويتهمه بالإخفاق الكامل
لم يتأخر مكتب بنيامين نتنياهو في الرد على تقرير الشاباك، حيث أصدر بيانًا شديد اللهجة قال فيه:
"بدلًا من التعاون مع مراقب الدولة، يقدم رئيس الشاباك، رونين بار، تحقيقًا لا يجيب على أي أسئلة."
واتهم البيان رئيس الشاباك بالفشل الكامل في التعامل مع حماس، قائلًا:
"رونين بار لم يقرأ الصورة الاستخباراتية بشكل صحيح، وظل متمسكًا باعتقاد خاطئ بأن حماس لن تشن هجومًا. حتى في 3 أكتوبر، أي قبل الهجوم بأيام قليلة، أكد بار أن حماس تريد تجنب أي تصعيد، واقترح تقديم امتيازات اقتصادية لغزة."
كما ألقى مكتب نتنياهو باللوم على الشاباك في عدم اتخاذ قرار بتنبيه رئيس الوزراء الإسرائيلي فور بدء الهجوم، واعتبر أن الجهاز الأمني يتحمل مسؤولية كبرى في الكارثة التي حدثت.
إيتمار بن غفير يهاجم الشاباك
وزير الأمن القومي المستقيل، إيتمار بن غفير، لم يفوّت الفرصة لمهاجمة الشاباك، واتهم رونين بار بمحاولة تحميل الحكومة مسؤولية الهجوم بدلًا من الاعتراف بأخطاء الجهاز الأمني.
وقال بن غفير:
"إذا كان هناك شيء شجع حماس على تنفيذ المذبحة، فهو الضعف والخنوع الذي قاده رونين بار داخل الشاباك."
وأشار إلى أن الجهاز الأمني لم يتخذ أي خطوات حقيقية لتشديد الظروف داخل السجون الإسرائيلية، متهمًا رئيس الشاباك بـ*"التخاذل أمام الإرهابيين."*
المعارضة تتهم نتنياهو بالتهرب من المسؤولية
في المقابل، اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، رئيس الحكومة بمحاولة التهرب من المسؤولية، قائلًا:
"نتنياهو يواصل محاولة إلقاء اللوم على الآخرين، بدلًا من تحمل مسؤوليته عن الفشل الذريع الذي حدث تحت قيادته."
وأضاف لابيد موجهًا حديثه لنتنياهو:
"ألم يحذروك من أن الإصلاحات القضائية تدمر الردع الإسرائيلي؟ ألم يخبرك أحد بأنك تقدم حقائب مليئة بالأموال إلى حماس؟ متى ستتحمل مسؤوليتك عن الكارثة التي حدثت في نوبتك؟"
تحليل الموقف: هل يفتح تقرير الشاباك باب الإقالات؟
يأتي هذا التقرير وسط تصاعد الضغوط السياسية في إسرائيل، حيث تتزايد التوقعات بأن نتنياهو يسعى لإقالة رونين بار من رئاسة الشاباك في ظل الخلافات بينهما. لكن إقالة رئيس جهاز الأمن العام قد تواجه معارضة من بعض الأوساط السياسية، التي ترى أن المسؤولية مشتركة بين الجهاز الأمني والقيادة السياسية.
علي جانب أخر، فإن تحميل الشاباك مسؤولية الإخفاق قد يكون محاولة من حكومة نتنياهو لتجنب تداعيات سياسية خطيرة، خاصة في ظل الدعوات المستمرة لإجراء انتخابات مبكرة.
من يتحمل المسؤولية؟
في ظل تبادل هذه الاتهامات ، يبقى السؤال: هل يتحمل الشاباك وحده مسؤولية الفشل الأمني في 7 أكتوبر، أم أن القيادة السياسية الإسرائيلية، وعلى رأسها نتنياهو، تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية؟
الإجابة قد تتضح أكثر خلال الفترة المقبلة، مع استمرار التحقيقات الداخلية وضغط المعارضة لإجراء مراجعة شاملة للسياسات الأمنية في إسرائيل.