فضيحة تهز إسرائيل.. مكتب نتنياهو يعترف بتلقي تحذيرات من هجوم 7 أكتوبر لكنه لم يستيقظ!

في اعتراف رسمي هو الأول من نوعه، أقر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن أمانته العسكرية تلقت تحذيرًا ليلة 7 أكتوبر بشأن استعداد حركة حماس لتنفيذ الهجوم، وذلك على عكس المزاعم السابقة بأن مكتب نتنياهو لم يتلق أي إنذارات مسبقة قبل العملية التي هزّت إسرائيل.
تفاصيل الاعتراف الصادم من مكتب نتنياهو
جاء الاعتراف في بيان رسمي أصدره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء السبت، حيث أوضح أن ضابط الاستخبارات في السكرتارية العسكرية لرئيس الوزراء تلقى رسالة تحتوي على إشارات واضحة على وجود تهديد وشيك.
"لكن نظرًا لعدم اعتبار الأمر عاجلًا، اختار الضابط عدم إيقاظ رئيس الوزراء".
يتناقض هذا البيان مع التصريحات الرسمية السابقة، حيث ظل مكتب نتنياهو ينكر تلقي أي تحذيرات استخباراتية عن هجوم محتمل خلال الساعات التي سبقت العملية، مما يثير تساؤلات خطيرة حول مدى فشل القيادة الإسرائيلية في التعامل مع أكبر هجوم على إسرائيل منذ عقود.
معلومات استخباراتية تم تجاهلها.. وتحقيق يكشف الكارثة
وفقًا لتقارير الصحفي الإسرائيلي رونين بيرجمان، فقد تلقى ضابط استخبارات بارز في مكتب نتنياهو تحذيرات عبر اتصالات مشفرة ومكالمات هاتفية من مركز عمليات مديرية الاستخبارات، لكنه لم ينقلها إلى رئيس الوزراء.
وكشف تحقيق أجراه جيش الدفاع الإسرائيلي أن تقييمًا استخباراتيًا للوضع أعده قائد المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس قسم العمليات عوديد بيوك، تم إرساله إلى الهواتف العملياتية للأمناء العسكريين لكل من نتنياهو ووزير الدفاع آنذاك، يواف غالانت.
لكن المفاجأة الكبرى كانت أن نتنياهو وغالانت لم يستيقظا من النوم، ولم يتم التأكد من وصول المعلومات إليهما أو قراءتها!
وعند الاستفسار من الجيش عن البروتوكول المتبع في مثل هذه الحالات، لم يقدم أي رد واضح حول ما إذا كان يتوجب التأكد من أن القيادة العليا قد تلقت المعلومات واطلعت عليها.
الإشارات الاستخباراتية التي تجاهلتها إسرائيل
كشف التحقيق أن الاستخبارات العسكرية والقيادة الجنوبية تلقت خلال الليلة السابقة للهجوم خمس إشارات واضحة على نية حماس شن عملية كبيرة، كان من بينها:
- تفعيل عشرات بطاقات الهواتف المحمولة في قطاع غزة، وهي علامة تحذيرية سبق أن استخدمت قبل عمليات سابقة.
- رصد تحركات غير طبيعية في منظومة الصواريخ التابعة لحماس.
- معلومات أخرى أكدت وجود استعدادات غير مألوفة، لكن تم تفسير بعضها بشكل خاطئ على أنه "تحركات روتينية".
هجوم من يائير نتنياهو على المؤسسة الأمنية الإسرائيلية
في سياق متصل، شن يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، هجومًا حادًا على قيادات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، متهمًا إياهم بالتقاعس عن إبلاغ والده بالتحذيرات ليلة الهجوم.
وكتب على منصة "إكس" (تويتر سابقًا):
"كان بإمكانهم الوصول إلى رئيس الوزراء مباشرة في أي وقت عبر هاتفه المحمول، والهاتف الأحمر بجانب سريره، والخط الأرضي في منزله. لو فعلوا ذلك، لما تعرض أي مدني أو جندي للقتل أو الاختطاف".
الجيش الإسرائيلي يكشف عن إخفاقات أمنية في تحقيق رسمي
أصدر الجيش الإسرائيلي تحقيقًا موسعًا حول إخفاقاته في التعامل مع هجوم 7 أكتوبر، المعروف باسم عملية "طوفان الأقصى"، والذي نفذته كتائب القسام وفصائل فلسطينية أخرى.
وكشف التحقيق عن سلسلة من الإخفاقات الأمنية والاستخباراتية، والتي تضمنت:
- عدم اتخاذ إجراءات فورية رغم وضوح المؤشرات التحذيرية.
- التأخر في اتخاذ قرار بوقف الهجوم أو الرد عليه في الوقت المناسب.
- إخفاق الجيش في التعامل مع حجم الهجوم وسرعته، مما أدى إلى وقوع خسائر فادحة في صفوف الإسرائيليين.
هل يصبح اعتراف نتنياهو بداية لانقلاب سياسي في إسرائيل؟
يأتي هذا الاعتراف الرسمي بعد أشهر من الإنكار والتضليل، مما يضع نتنياهو وحكومته في موقف حرج أمام الرأي العام الإسرائيلي.
وقد يفتح هذا الاعتراف الباب أمام مطالبات باستقالة نتنياهو، أو حتى محاسبته قانونيًا، بسبب تقصيره في حماية أمن إسرائيل وعدم استجابته لتحذيرات واضحة عن الهجوم.
ضربة جديدة لنتنياهو في ظل أزمة سياسية غير مسبوقة
يُعد هذا الاعتراف تحولًا خطيرًا في المشهد السياسي الإسرائيلي، إذ يعزز الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو بالفشل في حماية الإسرائيليين يوم 7 أكتوبر.
ومع تصاعد الضغوط الداخلية، وتزايد الدعوات لمحاكمته أو استقالته، يبقى السؤال الأهم: هل يشهد العام 2025 نهاية عهد نتنياهو السياسي بعد هذه الفضيحة الأمنية الكبرى؟