ترامب لحلفاء الناتو: الحماية لمن يدفع لنا فقط

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة لن تحمي إلا حلفاء "الناتو" الذين يدفعون نصيبهم العادل من الإنفاق الدفاعي، مشيرًا إلى أن واشنطن لن تتحمل أعباء الدفاع عن دول لا تفي بالتزاماتها المالية.
تاتي تصريحات ترامب في ظل تصاعد التوترات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، حيث أبدى ترامب عدم رضاه عن مستوى الاستثمارات الدفاعية لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مطالبًا بزيادتها إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، بدلًا من الحد الأدنى الحالي البالغ 2%.
تهديدات ترامب لحلفاء الناتو: "لا حماية بلا مقابل"
خلال مقابلة نقلتها شبكة "سي بي إس"، شدد دونالد ترامب على أن الولايات المتحدة لن تحمي أي دولة لا تدفع فواتيرها، مضيفًا:
"إذا لم تكن تنوي الدفع، فلن نقوم بحمايتك. إذا لم تكن تنوي دفع فواتيرك، فلن نقدم لك الحماية العسكرية."
وأثار ترامب تساؤلات حول مدى التزام الدول الأعضاء في الناتو بالدفاع عن الولايات المتحدة إذا تعرضت لهجوم، قائلًا:
"هل تعتقد أنهم سيأتون ويحموننا؟ يجب عليهم ذلك، لكنني لست متأكدًا من ذلك."
تصريحات الرئيس الأمريكي تعتبر تصعيدًا كبيرًا في موقف الإدارة الأمريكية تجاه الحلفاء الأوروبيين، في ظل رغبة ترامب في إعادة النظر في مشاركة واشنطن داخل الحلف العسكري.
انسحاب أمريكي جزئي من الناتو
كشفت تقارير صحفية عن مخاوف داخل الإدارة الأمريكية والكونجرس من أن ترامب قد يتخذ قرارات جذرية بشأن مستقبل الولايات المتحدة داخل "الناتو".
شبكة NBC News نقلت عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين وعضو في الكونجرس أن ترامب:
- يفكر في تقليص دور الولايات المتحدة في الحلف
- قد يحرم دولًا في الناتو من الحماية الأمريكية إذا لم تلتزم بتمويلها العسكري
هذه الخطوة أثارت قلقًا واسعًا بين القادة الأوروبيين، الذين يرون أن انسحاب واشنطن أو تقليص التزاماتها الأمنية قد يضعف تماسك الناتو في مواجهة التحديات الأمنية، خصوصًا مع استمرار الحرب في أوكرانيا.
العلاقات بين أوروبا وواشنطن
منذ تولي دونالد ترامب منصبه، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا توترًا متزايدًا، حيث ضغطت واشنطن على الحلفاء الأوروبيين لـتحمل مسؤولية أمنهم بشكل أكبر، بدلًا من الاعتماد على المظلة العسكرية الأمريكية.
أبرز نقاط الخلاف بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين:
تحمل مسؤولية الدفاع عن أوكرانيا بشكل أكبر
زيادة ميزانيات الدفاع الأوروبية إلى أكثر من 2% من الناتج المحلي الإجمالي
تعزيز الاستقلالية الأوروبية في اتخاذ القرارات الأمنية والعسكرية
وكانالرئيس الأمريكي قد طالب حلفاء الناتو برفع ميزانية الدفاع إلى 5% من ناتجهم المحلي، وهو ما يفوق بكثير النسبة التي تم الاتفاق عليها سابقًا خلال قمة ويلز 2014.
موقف الناتو: الحد الأدنى 2% بدلًا من الهدف
في يوليو 2023، وخلال قمة فيلنيوس، تم الاتفاق على أن نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع ستصبح حدًا أدنى وليس مجرد هدف يمكن السعي إليه.
جاء هذا القرار في سياق التهديدات الأمنية المتزايدة في أوروبا الشرقية، وخاصة بعد تصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا، حيث تسعى الدول الأعضاء إلى تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة أي مخاطر محتملة.
تصريحات ترامب و مستقبل الناتو
هل يمكن أن تتخلى الولايات المتحدة عن الناتو؟
في حال استمر ترامب في الضغط على الحلفاء الأوروبيين، فقد يؤدي ذلك إلى إضعاف وحدة الحلف، وربما تشجيع بعض الدول على البحث عن بدائل أمنية أخرى.
ما تأثير ذلك على الأمن الأوروبي؟
- قد تجد الدول الأوروبية نفسها مضطرة لزيادة ميزانياتها العسكرية بشكل كبير.
- يمكن أن يؤدي إلى تعزيز استقلالية الدفاع الأوروبي، خاصة عبر تطوير قوة عسكرية أوروبية موحدة.
- قد تستفيد روسيا من أي تصدع في وحدة الناتو، ما قد يزيد من التوترات الجيوسياسية.
ومع ذلك، فإن انسحاب الولايات المتحدة الكامل من الناتو أمر مستبعد حاليًا، حيث لا يزال للحلف أهمية استراتيجية كبيرة لواشنطن في احتواء النفوذ الروسي والصيني.
توترعميق في علاقة الولايات المتحدة بحلف الناتو
تعد تصريحات ترامب الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في علاقة الولايات المتحدة بحلف الناتو، حيث تهدد بإحداث اضطراب كبير في التحالف العسكري الأطلسي. وبينما يرى ترامب أن واشنطن لا يجب أن تتحمل مسؤولية أمن أوروبا دون مقابل، فإن القادة الأوروبيين يخشون من احتمال انسحاب جزئي أو تقليص الالتزامات الأمريكية داخل الحلف.
وفي ظل التوترات الأمنية المتزايدة في أوروبا، خصوصًا مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، سيكون من المهم متابعة التطورات عن كثب لمعرفة كيف ستؤثر سياسات ترامب على مستقبل الناتو والتوازن العسكري العالمي.