رئيس اركلن جيش الكيان الأسرائيلي يقوم بجولة عسكرية داخل العمق السوري -فيديو

إيال زامير في عمق سوريا: تداعيات عسكرية وسياسية للوجود الإسرائيلي في "المنطقة الأمنية" المحتلة
في خطوة تصعيدية جديدة، أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، يوم الأحد، جولة ميدانية داخل الأراضي السورية، في عمق "المنطقة الأمنية" التي احتلتها إسرائيل بعد الثامن من ديسمبر 2024، مما أثار تساؤلات حول مستقبل التوترات في المنطقة وموقف المجتمع الدولي من هذا التطور.
جولة عسكرية إسرائيلية داخل سوريا
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أن إيال زامير زار المنطقة لتقييم الأوضاع الميدانية هناك، حيث رافقه قائد المنطقة الشمالية في الجيش، أوري غوردين، وقائد الفرقة 210، العميد يائير فلاي، بالإضافة إلى عدد من القادة العسكريين البارزين.
ووفقًا للبيان، تهدف هذه الجولة إلى الإشراف المباشر على العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل المنطقة المحتلة والتأكد من استمرار السيطرة الأمنية على الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل عقب انهيار النظام السوري في ديسمبر الماضي.
احتلال إسرائيلي للمنطقة العازلة في الجولان
بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، سارعت إسرائيل إلى السيطرة على المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان، إضافة إلى منطقة جبل الشيخ الاستراتيجية، الأمر الذي أدى إلى إلغاء اتفاقية فصل القوات لعام 1974 التي كانت تنظم الوجود العسكري في المنطقة، ما أثار ردود فعل دولية رافضة لهذه الخطوة.
الحكومة السورية أعربت عن إدانتها الشديدة للتحركات الإسرائيلية، واصفةً الوجود العسكري الإسرائيلي بأنه احتلال غير شرعي، فيما أكدت الجامعة العربية والأمم المتحدة رفضهما لهذا التصعيد، وسط دعوات دولية لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل ديسمبر 2024.
تصعيد عسكري متواصل داخل سوريا
لم يقتصر التدخل الإسرائيلي في سوريا على الاحتلال العسكري للأراضي، بل امتد ليشمل تنفيذ مئات الغارات الجوية على مواقع سورية استراتيجية، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية قواعد عسكرية، أنظمة دفاع جوي، ومستودعات أسلحة تابعة للجيش السوري، مما أدى إلى خسائر فادحة في المعدات والأرواح.
ويأتي ذلك ضمن السياسة الإسرائيلية التي تهدف إلى منع أي تموضع عسكري إيراني داخل سوريا، وفقًا لما صرحت به تل أبيب مرارًا، مشددة على أن استمرار وجود قوات موالية لإيران في سوريا يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
نتنياهو: إسرائيل باقية في "المنطقة الأمنية" إلى أجل غير مسمى
في ظل استمرار العمليات العسكرية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سيبقى لفترة غير محددة داخل ما تسميه تل أبيب بـ"المنطقة الأمنية" داخل الأراضي السورية.
وقال نتنياهو في تصريحات رسمية:
"إسرائيل لن تسمح لأي قوى معادية بالتموضع على حدودها الشمالية، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمننا القومي، حتى لو تطلب ذلك بقاء قواتنا في المنطقة الأمنية لأجل غير مسمى."
تصريحات نتنياهو تعكس نية إسرائيل الواضحة لفرض واقع جديد في سوريا، وهو ما يزيد المخاوف من اندلاع صراع طويل الأمد قد يمتد ليشمل قوى إقليمية أخرى.
ماذا بعد؟.. سيناريوهات مستقبلية
مع استمرار التصعيد الإسرائيلي في سوريا، يبقى المجتمع الدولي أمام تحدٍ صعب، حيث تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة لإنهاء احتلالها الجديد، بينما تحذر دمشق وحلفاؤها من عواقب استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية.
هناك عدة سيناريوهات محتملة قد تحدد مستقبل المنطقة كالتالي:
- مواصلة العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل سوريا، مع استمرار الغارات الجوية لمنع أي تهديدات محتملة.
- تدخل إيراني-سوري أكثر وضوحًا لمواجهة التمدد الإسرائيلي، ما قد يؤدي إلى تصعيد المواجهات المباشرة بين الطرفين.
- تحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة العازلة من خلال ضغوط دبلوماسية وعقوبات محتملة.
- توسيع إسرائيل لسيطرتها على مزيد من الأراضي السورية، مما قد يؤدي إلى حرب استنزاف جديدة على الحدود.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأهم: هل نشهد مواجهة إقليمية جديدة أم أن الجهود الدبلوماسية ستنجح في احتواء الأزمة؟