أردوغان يشعل الجدل حول ترشحه لولاية جديدة.. والمعارضة ترد بقوة
أعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إشعال الجدل السياسي في البلاد بعد تصريحات أثارت التكهنات بشأن نيته الترشح لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. تأتي هذه التصريحات وسط انقسام سياسي ودستوري، مع تصعيد المعارضة من خطابها ومطالبتها بالالتزام بالدستور.
إشارة أردوغان في أورفا: إعلان نية؟
خلال المؤتمر الثامن لحزب العدالة والتنمية الحاكم في ولاية أورفا، ألقى أردوغان خطابًا أمام حشد كبير من أنصاره، بحضور شخصيات بارزة، من بينهم المغني التركي الشهير إبراهيم تاتليسيس.
تاتليسيس، المعروف بولائه لأردوغان، سأل الرئيس مباشرة عما إذا كان مستعدًا لرئاسة الولاية المقبلة. رد أردوغان قائلاً: "إذا كنت موجودًا فأنا موجود"، ما اعتبره مراقبون إعلانًا صريحًا عن نيته الترشح.
المعارضة ترفع التحدي
ردًا على هذه التصريحات، دعا أوزغور أوزيل، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، أردوغان وحزبه إلى مواجهة انتخابات مبكرة قائلاً: "إذا كان لديهم الشجاعة، فلنقرر انتخابات هذا الأسبوع". وأشار إلى أن السبيل الوحيد لترشح أردوغان هو موافقة البرلمان على قرار انتخاب مبكر بأغلبية 360 صوتًا.
الدستور على المحك: عقبة قانونية
وفقًا للدستور التركي الحالي، لا يمكن انتخاب نفس الشخص رئيسًا لأكثر من مرتين متتاليتين. ومع ذلك، يُسمح للرئيس بالترشح لولاية إضافية في حال دعا البرلمان إلى انتخابات مبكرة، وهو ما يستغله حزب العدالة والتنمية كنافذة قانونية محتملة.
في نوفمبر الماضي، قدم دولت بهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية وشريك أردوغان في الائتلاف الحكومي، مقترحًا لتعديل دستوري يتيح للرئيس الترشح مرة أخرى.
سجل أردوغان الرئاسي
- 2014: فاز أردوغان بالرئاسة لأول مرة من خلال التصويت الشعبي في ظل النظام البرلماني.
- 2018: أعيد انتخابه في ظل النظام الرئاسي الجديد بعد تعديل دستوري بادر إليه أردوغان.
- 2023: ترشح وفاز بولاية ثالثة مستندًا إلى أن أحكام الدستور القديم لا تُطبق على النظام الجديد.
أصوات متضاربة حول التعديلات الدستورية
بينما يدافع التحالف الحاكم عن التعديلات الدستورية باعتبارها ضرورة لاستقرار البلاد، تصفها المعارضة بأنها محاولة للالتفاف على القوانين.
ما بين القانون والسياسة
المعركة بين أردوغان والمعارضة تتجاوز الجوانب القانونية لتصل إلى اختبار حقيقي للديمقراطية في تركيا. مع تصاعد الخطاب السياسي، يبدو أن الجدل حول ترشح أردوغان سيستمر في الهيمنة على المشهد التركي خلال الأشهر المقبلة.