”ترامب يعود بخطة جديدة للهيمنة على الشرق الأوسط: التطبيع، العقوبات، والتهديدات”
(استراتيجية ترامب المتوقعة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط: تطبيع مع السعودية واحتواء إيران)
كشف الباحث الإسرائيلي شاي هار تسفي في مقال بصحيفة معاريف عن الملامح المحتملة للسياسة التي قد يتبعها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حال عودته إلى البيت الأبيض. وأكد أن هذه المرة، سيصل ترامب أكثر نضجًا واستعدادًا، مدركًا أن الفرصة الحالية قد تكون الأخيرة لترك بصمة تاريخية، خاصة في الشرق الأوسط.
أهداف استراتيجية في المنطقة
يرى هار تسفي أن ترامب سيولي اهتمامًا كبيرًا لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال ثلاثة أهداف رئيسية: إنهاء الحرب في غزة وعودة الأسرى، إبرام اتفاق تطبيع تاريخي بين إسرائيل والسعودية، ومنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية.
التطبيع مع السعودية: "جوهرة التاج"
وصف هار تسفي اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والسعودية بأنها "جوهرة التاج" التي تحمل فوائد استراتيجية واقتصادية ضخمة للولايات المتحدة، وربما مكاسب شخصية لترامب مثل نيله جائزة نوبل للسلام. ويُتوقع أن يضغط ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتقديم تنازلات تجاه السلطة الفلسطينية، وهو ما قد يسهل مسار التطبيع مع السعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
إيران واتفاق نووي جديد
فيما يتعلق بإيران، أوضح الباحث أن ترامب سيعيد طرح سياسة "الضغط الأقصى"، بهدف التوصل إلى اتفاق نووي جديد يضمن عدم قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية. وتشمل هذه السياسة فرض عقوبات اقتصادية مؤلمة، مع التلويح بالخيار العسكري، أو تقديم الدعم اللازم لإسرائيل لتعزيز قدرتها على مواجهة التهديدات الإيرانية.
إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة
يعتقد هار تسفي أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تؤدي إلى "إعادة خلط الأوراق" في الشرق الأوسط. وقد بدأت ملامح هذا التغيير تظهر، وفقًا لتقارير تشير إلى تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن الحرب في غزة وعودة الأسرى.
مكاسب إسرائيلية متوقعة
يؤكد هار تسفي أن إسرائيل قد تستفيد من هذه الاستراتيجية لإحداث تغيير جذري في واقعها الأمني والسياسي، بما يشمل توجيه ضربات قوية لقدرات إيران النووية، وإنهاء التهديدات التي تواجهها من قطاع غزة. ويدعو نتنياهو إلى اتخاذ قرارات استراتيجية حاسمة لضمان مستقبل إسرائيل الأمني والسياسي.
ترامب والشرق الأوسط: بين الترغيب والترهيب
بخلاف فترته الرئاسية الأولى، يبدو أن ترامب هذه المرة يسعى إلى تحقيق مكاسب واضحة ومباشرة، ليس فقط للولايات المتحدة، ولكن لتعزيز إرثه الشخصي على الساحة الدولية. ومن خلال استراتيجيات قائمة على الترغيب والتطبيع من جهة، والتهديد والعقوبات من جهة أخرى، يطمح ترامب إلى صياغة واقع جديد في الشرق الأوسط.