الأمم المتحدة تدين مخططات ”الضم” و”التهجير القسري” للفلسطينيين وتحذر من تهديدها لأمن المنطقة.. ومصر تؤكد موقفها الرافض

نددت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، بالمقترحات الإسرائيلية والأمريكية بشأن ضم الأراضي الفلسطينية وتهجير سكان غزة قسريًا، مؤكدة أن هذه الخطط تشكل تهديدًا مباشرًا للسلام والاستقرار في المنطقة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حيث حذر من خطورة هذه التصرفات على الوضع الإقليمي.
الأمم المتحدة ترفض مخططات الضم والتهجير القسري في غزة والضفة
أكد فولكر تورك ضرورة التصدي لمحاولات تطبيع الممارسات غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرًا إلى أن "علينا أن نواجه أي محاولات لشرعنة الضم أو التهجير القسري، لأن ذلك يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا لأمن الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة بأسرها".
ترامب يروج لمشروع تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"
تأتي تصريحات المسؤول الأممي في أعقاب مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي دعا إلى ضم قطاع غزة وتحويله إلى مدينة سياحية عالمية تحت مسمى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وكان ترامب قد نشر مقطع فيديو، على منصته "تروث سوشيال"، يُظهر تصورًا افتراضيًا لغزة المستقبلية، حيث تبدو كمنتجع سياحي فاخر يضم فنادق فاخرة وتماثيل ضخمة، بما في ذلك تمثال ذهبي ضخم لترامب نفسه. كما أظهر الفيديو الملياردير الأمريكي إيلون ماسك وهو يستمتع بأجواء المدينة.
لكن هذه التصريحات لقيت رفضًا واسعًا، حيث اعتبرها العديد من المراقبين محاولة لتبرير تهجير سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن.
مصر تؤكد رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين
من جهتها، أكدت مصر موقفها الثابت برفض أي خطط لتهجير الفلسطينيين قسرًا من قطاع غزة، مشددة على أن مصر لن تسمح بأي محاولات لإعادة رسم خارطة المنطقة على حساب الشعب الفلسطيني.
وفي تصريحات رسمية، شدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، على أن مصر تعتبر أي محاولة لتهجير الفلسطينيين "خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه"، مؤكدًا أن الحل العادل للقضية الفلسطينية يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وكانت القاهرة قد رفضت بشدة المقترحات الأمريكية والإسرائيلية التي تهدف إلى إعادة توطين سكان غزة في سيناء، معتبرة أن هذا المقترح غير مقبول سياسيًا أو إنسانيًا، ويتنافى مع القرارات الدولية.
الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة
في سياق متصل، وجه فولكر تورك انتقادات حادة للجيش الإسرائيلي، محذرًا من أن الهجمات الإسرائيلية على غزة تسببت في دمار واسع وسقوط عدد هائل من الضحايا المدنيين، مما يعزز احتمالية ارتكاب جرائم حرب وفقًا للقانون الدولي.
وأشار إلى أن القضاء الإسرائيلي لم يجرِ سوى عدد محدود جدًا من التحقيقات في الجرائم المرتكبة خلال العدوان على غزة، مما يثير شكوكًا كبيرة حول نزاهة النظام القضائي الإسرائيلي وقدرته على محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
كما أكد المسؤول الأممي أن حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى مسؤولة أيضًا عن جرائم حرب، مثل احتجاز رهائن وإطلاق صواريخ على المدنيين في إسرائيل.
إفلات إسرائيل من العقاب قد يؤدي إلى مزيد من العنف
أعرب تورك عن مخاوفه من أن يؤدي إفلات إسرائيل من العقاب إلى تصاعد العنف في المستقبل، داعيًا إلى ضرورة تطبيق القانون الدولي ومحاسبة جميع الأطراف المسؤولة عن الانتهاكات.
كما انتقد تورك محاولات الولايات المتحدة عرقلة عمل المحكمة الجنائية الدولية، خاصة بعد أن فرضت إدارة ترامب عقوبات على المدعي العام للمحكمة، كريم خان، في أعقاب إصدار المحكمة مذكرة توقيف ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين.
ردود فعل دولية واسعة على تصريحات الأمم المتحدة
لقيت تصريحات المفوض السامي لحقوق الإنسان ترحيبًا من العديد من الدول العربية والأوروبية، حيث أكد دبلوماسيون ضرورة احترام القانون الدولي ووقف الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في المقابل، رفضت إسرائيل التصريحات، واعتبرت أنها "منحازة ضدها"، بينما لم يصدر البيت الأبيض أي تعليق رسمي على تصريحات الأمم المتحدة حتى الآن.
مصر تستمر في التأكيد على رفضها التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين
يتزايد الضغط الدولي على إسرائيل بعد تصاعد جرائم الحرب في غزة، بينما تستمر مصر في التأكيد على رفضها التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين. وفي ظل استمرار التوتر، يبقى التساؤل: هل ستتحرك القوى الدولية لوقف هذه الانتهاكات، أم سيظل الفلسطينيون يدفعون ثمن الصراعات السياسية؟