إسرائيل تخطط لتهجير سكان غزة إلى مصر في جلسة سرية بالكنيست
في جلسة مغلقة عُقدت مساء الثلاثاء داخل أروقة الكنيست الإسرائيلي، قدم رئيس الأركان الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، عرضًا مفصلًا للجنة الخارجية والدفاع حول خطة تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر
جلسة سرية تكشف عن خطة تهجير الفلسطينيين.
ووفقًا لما تسرب من الجلسة، كشف هاليفي أن إسرائيل تعتزم السماح لسكان غزة بالخروج عبر معبر رفح، ولكن "في اتجاه واحد فقط"، أي أنهم لن يتمكنوا من العودة إلى القطاع. كما أشار إلى أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) سيقوم بمراقبة دقيقة لكل من يغادر عبر المعبر من خلال كاميرات مراقبة متطورة.
توقيت حساس وتصعيد إسرائيلي مستمر
يأتي هذا الطرح الإسرائيلي في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متزايدًا، حيث تتابع إسرائيل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد أشهر من العمليات العسكرية التي خلفت آلاف الضحايا وأزمة إنسانية متفاقمة.
وفي سياق متصل، استغل هاليفي الجلسة للإشارة إلى الموقف الإيراني، معتبرًا أن طهران باتت تشعر بالتردد والخوف بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت حركتي حماس وحزب الله، اللتين وصفهما بأنهما الذراعان الرئيسيان لإيران في المنطقة.
تصريحات مثيرة للجدل حول حرب أكتوبر
خلال الجلسة، أثار رئيس الأركان الإسرائيلي جدلًا بين أعضاء الكنيست عندما قال:
"لمدة 40 عامًا، كنت أذهب إلى النوم نشيطًا وجاهزًا للحرب، باستثناء ليلة السادس من أكتوبر".
وأضاف أنه لم يقدم استقالته بعد السابع من أكتوبر، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته حماس، لأنه كان يرى أن استقالته قد تضر بالمجهود الحربي الإسرائيلي، وكان عليه البقاء في منصبه وقيادة الجيش خلال هذه الفترة الحرجة.
مصر ترفض تهجير الفلسطينيين
ما كشفته الجلسة السرية حول إمكانية تهجير سكان غزة إلى مصر أثار موجة استنكار واسعة، خاصة وأن القاهرة سبق أن أعلنت رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قد أدلى بتصريحات أكد فيها أن مصر لن تقبل بأي خطط تستهدف تهجير الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية يجب أن تُحل عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وليس من خلال حلول مؤقتة أو ترحيل قسري للسكان.
كما أن الرفض الشعبي المصري والعربي لمثل هذه المخططات كان واضحًا، إذ اعتبر مراقبون أن أي خطوة في هذا الاتجاه تعني فرض واقع جديد بالقوة، يتعارض مع القانون الدولي، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي خطير.
غياب الإعلان الرسمي عن الجلسة
ورغم خطورة ما نُوقش في الجلسة السرية، فإن الحكومة الإسرائيلية لم تعلن عنها رسميًا، بل تم الكشف عنها عبر تقارير إعلامية إسرائيلية سربت بعض تفاصيل النقاشات التي جرت في الكنيست.
هذا التكتم يثير تساؤلات حول مدى جدية إسرائيل في تنفيذ خطتها، وما إذا كانت تحاول جسّ نبض المجتمع الدولي قبل اتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه.
هل تنجح إسرائيل في تنفيذ مخططها؟
في ظل المواقف العربية والدولية الرافضة لتهجير الفلسطينيين، فإن خطة إسرائيل قد تواجه عقبات كبيرة في التنفيذ، خاصة مع تصاعد الضغوط على تل أبيب لوقف انتهاكاتها في قطاع غزة.
لكن استمرار طرح مثل هذه السيناريوهات في أروقة الحكومة الإسرائيلية يكشف عن أزمة عميقة في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية، حيث يبدو أن الحلول المطروحة لا تزال قائمة على محاولات فرض واقع جديد بالقوة، بدلًا من البحث عن تسوية عادلة ومستدامة.
ويبقى السؤال الأهم: هل سيكون هناك تحرك عربي ودولي أكثر حزمًا لمنع تنفيذ هذه المخططات، أم أن إسرائيل ستمضي قدمًا في خطتها دون أي رادع؟