اتصال امريكي بوزير الخارجية المصرية خالي من مقترح ترامب !
في ظل تصاعد التوترات في قطاع غزة واستمرار الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، أجرى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، اتصالًا هاتفيًا بنظيره المصري بدر عبد العاطي لمناقشة آخر التطورات، معبرًا عن تقدير واشنطن لدور القاهرة في تأمين تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
واشنطن تتجاهل مقترح ترامب في بيان رسمي حول الاتصال مع مصر
لكن اللافت في البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية حول الاتصال أنه لم يتضمن أي إشارة إلى مقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي دعا مصر والأردن إلى استقبال أعداد إضافية من الفلسطينيين من قطاع غزة، وهي الدعوة التي أثارت موجة رفض واسعة النطاق، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي في كلا البلدين.
موقف مصر والأردن من مقترح ترامب
سبق أن أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عن مقترح يهدف إلى نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الدول المجاورة، معتبرًا أن ذلك قد يكون حلًا "مؤقتًا أو دائمًا"، حسب تعبيره. لكن هذا الطرح لم يلقَ أي قبول لدى الدول العربية المعنية، إذ جاء الرد المصري والأردني حاسمًا برفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وفي هذا السياق، أكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي تمسك القاهرة بمحددات التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية، مشددة على رفضها القاطع لأي مقترح يمس الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني أو يسعى إلى فرض واقع جديد عبر التهجير القسري.
أما الأردن، فقد جاء رد الفعل الرسمي عبر تصريحات صادرة عن وزارة الخارجية الأردنية، التي أكدت أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتتناقض مع كافة القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
بيان الخارجية الأمريكية.. تجاهل متعمد؟
رغم الجدل الذي أثاره مقترح ترامب بشأن غزة، إلا أن بيان الخارجية الأمريكية حول الاتصال الهاتفي بين روبيو وعبد العاطي لم يتطرق إلى هذه القضية الحساسة، بل اكتفى بالتركيز على التعاون المصري الأمريكي في جهود ما بعد الصراع، حيث أشار البيان إلى:
- التأكيد على أهمية منع حماس من حكم غزة مجددًا أو تهديد إسرائيل.
- التشديد على ضرورة محاسبة حماس على أفعالها خلال الحرب.
- تعزيز الجهود المشتركة للتخطيط لمستقبل القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية.
غياب أي ذكر لمقترح ترامب يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الإدارة الأمريكية الحالية تحاول النأي بنفسها عن هذا الطرح المثير للجدل، خاصة في ظل الانتقادات التي تواجهها واشنطن بسبب موقفها المنحاز لإسرائيل منذ بداية الحرب.
نفي رسمي لاتصال بين ترامب والسيسي
وفي تطور آخر، نفت مصر بشكل رسمي ما تردد عن إجراء مكالمة هاتفية بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مؤكدة أن أي اتصال هاتفي يجريه الرئيس المصري يتم الإعلان عنه بشكل رسمي وفقًا للبروتوكولات الدبلوماسية المعتمدة.
جاء هذا النفي بعد أن تداولت بعض وسائل الإعلام أنباء عن اتصال مباشر بين ترامب والسيسي لمناقشة الوضع في غزة، وهو ما وصفه مصدر مسؤول في وزارة الخارجية المصرية بأنه عارٍ تمامًا عن الصحة.
جهود مصرية لاحتواء الأزمة في غزة
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تلعب مصر دورًا محوريًا في إدارة الأزمة، حيث تعمل على تنسيق الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، والبحث عن حلول لما بعد انتهاء العمليات العسكرية.
وفي أواخر العام الماضي، أعدت مصر مقترحًا لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، يتمحور حول تشكيل لجنة من التكنوقراط والسلطة الفلسطينية للإشراف على إعادة الإعمار وتوزيع المساعدات الإنسانية. وقد لقيت هذه الخطة موافقة مبدئية من حركة حماس، لكن السلطة الفلسطينية رفضتها بعد مباحثات مكثفة جرت في القاهرة.
الحرب على غزة.. أرقام صادمة وخسائر كارثية
وفقًا لآخر إحصائيات وزارة الصحة في قطاع غزة، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية حتى الآن عن:
- استشهاد أكثر من 47 ألف فلسطيني.
- تدمير آلاف المنازل والبنية التحتية.
- تفاقم الأزمة الإنسانية مع نقص الغذاء والدواء والمياه.
هذا الوضع المأساوي دفع العديد من المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر، إلى التحذير من وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل استمرار الحصار المفروض على القطاع وعدم قدرة الجهات الإغاثية على الوصول إلى آلاف المدنيين المحاصرين.
استمرار الجدل حول مستقبل غزة
في ظل هذه التطورات، تظل قضية ما بعد الحرب في غزة محورًا أساسيًا للنقاش الدولي، حيث تتباين الرؤى حول الجهة التي ستتولى إدارة القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية. وبينما تسعى إسرائيل وواشنطن إلى إقصاء حماس عن المشهد السياسي، تصر مصر والدول العربية على ضرورة إيجاد حل سياسي عادل يضمن للفلسطينيين حقهم في إدارة أراضيهم بأنفسهم.
أما مقترح ترامب بنقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن، فقد قوبل برفض قاطع، مما يعكس إجماعًا عربيًا على رفض أي محاولة لفرض تهجير قسري للفلسطينيين، في وقت يستمر فيه العدوان الإسرائيلي في قتل آلاف الأبرياء وتشريد الملايين.