وزير الدفاع الإسرائيلي ينتقد رئيس المخابرات العسكرية بسبب انتقاده لخطة ترامب لتهجير سكان غزة

في خطوة مثيرة للجدل، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعليماته إلى رئيس الأركان هرتسي هاليفي بتوبيخ رئيس المخابرات العسكرية اللواء شلومي بيندر، وذلك بعد أن انتقد الأخير خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة. وجاء التوبيخ في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات في المنطقة نتيجة لهذه الخطة التي أثارت جدلاً واسعًا.
خطة ترامب تهدد استقرار المنطقة
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد أبدى استياءه من تصريحات بيندر، قائلاً: "لن يكون هناك واقع يسمح لقيادات الجيش الإسرائيلي بالتحدث ضد خطة الرئيس الأمريكي ترامب الخاصة بغزة، أو ضد توجيهات المستوى السياسي." وأضاف كاتس أن الجيش الإسرائيلي مطالب بالاستعداد لتنفيذ الخطة وفقًا لتوجيهات المستوى السياسي، مؤكدًا أن الجيش سيواصل تنفيذ المهام الموكلة إليه. ويشير هذا التصريح إلى موقف حازم من الحكومة الإسرائيلية تجاه أي انتقادات قد تؤثر على تنفيذ خطة ترامب.
الانتقادات تشتعل داخل الجيش الإسرائيلي
وفيما يبدو أن هذه الخطوة لم تكن الأولى من نوعها، كان اللواء شلومي بيندر قد أبدى في وقت سابق معارضته للخطة الأمريكية، حيث قال إنه "يجب الاستعداد لشهر رمضان، الذي سيبدأ في نهاية الشهر الحالي، خشية أن تؤدي خطة ترامب إلى تصعيد الأوضاع في المنطقة." هذه التصريحات قوبلت برد فعل سريع من قبل وزير الدفاع، الذي أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد لتنفيذ الخطة كما هو محدد، مع التأكيد على أن أي خلافات بشأنها لا مكان لها في الجيش الإسرائيلي.
خطة الخروج "الطوعي" لسكان غزة عبر ميناء أسدود أو عبر مطار رامون في إيلات
في إطار هذه التطورات، عقد كاتس مساء أمس الخميس اجتماعًا مع كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية في إسرائيل، حيث ناقشوا إمكانية مغادرة سكان قطاع غزة عبر إسرائيل. وتضمنت المناقشات خطة تتيح لسكان القطاع الخروج "طواعية" من غزة، سواء عبر ميناء أسدود أو عبر مطار رامون في إيلات. وقد شارك في هذا الاجتماع أيضًا رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي، والمدير العام لوزارة الأمن، بالإضافة إلى عدد من الجنرالات الآخرين في المؤسسة العسكرية.
وتتواصل النقاشات حول الخطة، التي تهدف إلى تقديم "فرص للخروج الطوعي" للسكان، وهو ما يثير المزيد من الأسئلة حول المدى الذي ستصل إليه هذه الخطة في تنفيذها، وما إذا كانت ستؤدي إلى تصعيد الصراع في المنطقة.
تأثير الخطة على التوازنات الإقليمية
بالرغم من إعلان الحكومة الإسرائيلية دعمها للخطة الأمريكية، إلا أن هناك قلقًا متزايدًا من أن تنفيذها قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في غزة والمنطقة بأسرها. وتبقى تساؤلات حول كيفية تأثير الخطة على التوازنات الإقليمية، وكيفية استجابة الدول العربية والمنظمات الدولية لهذه الخطوة.
الأزمة الفلسطينية قد تكون على وشك الدخول في مرحلة جديدة من التصعيد
تبقى خطة ترامب بشأن غزة واحدة من أبرز الملفات التي تثير التوتر في المنطقة، حيث لا تزال ردود الفعل تتوالى من مختلف الأطراف المعنية. وتشير هذه التطورات إلى أن الأزمة الفلسطينية قد تكون على وشك الدخول في مرحلة جديدة من التصعيد، قد تؤثر على الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة.