أول رد من حماس علي تصريحات ترامب ... عدوانية وغير مسئولة !!!
حماس ترفض تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة.. وتصعيد دبلوماسي ضد مخطط "السيطرة الأمريكية"
في تطور جديد للصراع حول مستقبل غزة، أعلنت حركة حماس يوم الأربعاء رفضها القاطع لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي دعا فيها إلى تهجير سكان القطاع، مؤكدةً أن هذه التصريحات تصب الزيت على النار ولا تخدم الاستقرار في المنطقة.
حماس: تصريحات ترامب عدائية وغير مسؤولة
أصدرت حركة حماس بيانًا رسميًا أدانت فيه تصريحات ترامب، مؤكدةً أنها تعدٍ صارخ على حقوق الشعب الفلسطيني، وتتناقض مع القوانين الدولية والحقوق الطبيعية لسكان غزة في أرضهم. كما دعت الحركة الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن هذه التصريحات غير المسؤولة التي من شأنها تأجيج الوضع المتوتر في المنطقة.
كما حثت حماس جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة على عقد اجتماع عاجل لمناقشة هذه التصريحات الخطيرة واتخاذ موقف حازم لحماية حقوق الفلسطينيين وحقهم في تقرير مصيرهم، مؤكدةً على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
ترامب: الولايات المتحدة "ستمتلك" غزة وتعيد إعمارها
فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العالم بتصريحاته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أكد أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وستكون مسؤولة عن تفكيك القنابل والأسلحة غير المنفجرة هناك، مضيفًا أن بلاده "ستمتلك" غزة وستقوم بأعمال كبيرة فيها، في خطوة اعتبرها نتنياهو تحولًا تاريخيًا في القضية الفلسطينية.
ترامب يروج لخطة تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن
كرر ترامب في تصريحاته أن الفلسطينيين لا خيار أمامهم سوى مغادرة غزة، معتبرًا أنهم "سيكونون سعداء للغاية" بالعيش في أماكن أخرى إذا أتيحت لهم الفرصة. كما أعاد اقتراحه باستضافة مصر والأردن لسكان غزة النازحين، في خطوة لاقت رفضًا واسعًا من القاهرة وعمان.
من جهته، صرح مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بأن "المشكلة الكبرى هي تحديد أين سيذهب سكان غزة"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تبحث عن حلول عملية لمستقبل سكان القطاع.
أما مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز، فقد أشار إلى أن إعادة إعمار غزة قد تستغرق ما بين 10 إلى 15 عامًا، وأن واشنطن تعتمد على حلفائها في المنطقة للمساعدة في إعادة توطين النازحين.
رفض عربي واسع لخطة تهجير الفلسطينيين
منذ 25 يناير/كانون الثاني، أطلق ترامب هذه التصريحات أكثر من مرة، مما أثار موجة رفض قاطع من مصر والأردن، سواء على مستوى الرئاسة أو الخارجية. كما شهدت المنطقة احتجاجات شعبية غاضبة، خصوصًا عند معبر رفح، حيث خرجت مظاهرات ترفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة.
وقد أجرى ترامب خلال الأسبوع الماضي اتصالين منفصلين مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، لكن وفق تقارير دبلوماسية، لم ينجح في إقناع أي من البلدين بقبول استضافة اللاجئين الفلسطينيين.
التطورات السياسية: مفاوضات وقف إطلاق النار تدخل مرحلة جديدة
تزامن هذا التصعيد الدبلوماسي مع إعلان حركة حماس بدء المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، والتي يُفترض أن تؤدي إلى إطلاق سراح آخر الرهائن الأحياء المحتجزين في غزة وإنهاء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ 19 يناير الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لكنه ظل هشًا وسط اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحماس بانتهاك بنوده.
غزة بين أطماع القوى الكبرى وصمود الفلسطينيين
بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب المتواصلة، تتجه الأنظار الآن إلى كيفية إدارة ملف غزة في المرحلة المقبلة، وسط ضغوط أمريكية لفرض واقع جديد على الأرض، ومقاومة فلسطينية ترفض أي تهجير قسري أو تفريغ القطاع من سكانه.
يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدًا دبلوماسيًا إضافيًا، سواء من الفصائل الفلسطينية أو الدول العربية، في محاولة لوقف المخططات التي تسعى إلى تغيير الخريطة السكانية لقطاع غزة، وتحويله إلى ساحة نفوذ أمريكية إسرائيلية مشتركة، وهو ما ترفضه القوى الفلسطينية والدول الداعمة للقضية الفلسطينية.