سعيد محمد أحمد : تهور ترامب .. واسدال الستار عن السلام
بداية … هل ما صرح به الرئيس الامريكى دونالد ترامب فى مؤتمره الصحفى عقب مباحثاته مع رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو ، كان إعلانا رسميا لاسدال الستار عن عملية السلام فى منطقة الشرق الاوسط ، واعترافا صريحا منه بتخليه عن خيار الدولتين وتهربا من فكرة الدولة الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى فى اقامة دولته المستقله ؟
حقيقة الامر ماقدمة ترامب فى مؤتمرة الصحفى يشكل زلزالا غير مسبوق ليعصف بأمن وإستقرار المنطقة، بإعلانه بشكل رسمى القضاء على فكرة دولة فلسطينية ، بل واعلانه فرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية واعطائها الضوء الاخضر لتدميرها، وتأكيده انه لا يمكن أن يكون هناك سلاما فى ظل وجود حماس وأن ما حدث فى السابع من اكتوبر ممكن حدوثه مرة أخرى فى ظل وجود حماس والفوضى العارمة من الانفاق فى غزة،مشددا على ضرورة خروجهم من قطاع غزة .
نتنياهو نجح فى تحقيق كامل اهدافه "السرية
ودون مواربه .. فقد نجح نتنياهو حقًا فى تحقيق كامل اهدافه "السرية"، وبدعم جماعة حماس له بتقديمها كافة الذرائع ليس لتدمير حماس وقدراتها العسكرية بل وتدمير القضية وفكرة الدولة الفلسطينية التى أصبحت اليوم فى مهب الريح، لتبقى مجرد حلم ربما لا يتم تحقيقه ، مع تعرض المنطقة بالكامل لحالة من عدم الاستقرار والامن عقب إجهاز إسرائيل على حماس وحزب الله واسقاط النظام السورى ، وفى ظل أوضاع عربية عاجزة .
ترامب أصبح أكثر تطرفا وعنصرية من نتنياهو
كما جاء مؤتمر ترامب بعيدا عن صنع السلام العادل فى المنطقة وتجاهلة تماما لخيار الدولتين، ليصبح أكثر تطرفا وعنصرية من نتنياهو ، بتقديمه حلول لتصفية القضية الفلسطينية والتهديد بسيناريوهات مفتوحة لمزيد من الدمار فى ظل رفض حماس خروجها من المشهد السياسي والعسكري، واصراره على التهجير القسري لسكان غزة وبما يحمله من دلالات أهمها، أنه لم يعر اى اهتمام أو اعتبار للفلسطينين، كما لم يعر اى اهتمام او احترام لكافة القوانين الدولية التى تؤكد حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيرة .
سياسة فرض الامر الواقع
ومع اصراره فى التخفيف من الضغط على القاهرة وعمان أشار إلى أن هناك بعضا من الدول او ٥ او ٦ مناطق أبدت موافقتها على استقبال اهالى قطاع غزة دون الافصاح عنها .. فيما يرى بعض المراقبين أن تلك الدول قد تضم "سوريا تونس ليبيا وربما المغرب " فى ظل المشروع الأكبر
لتوسيع الاتفاقات الابراهيمية، وفرض الآمر الواقع، بفتح الباب بشكل أكبر أمام خيار السلام والتنمية، ومتجاهلا القضية الفلسطينية .
واعتقد ان اعلان ترامب اتسم بالرعونة والتهور فى عنصرية مقيتة باعلانه سيطرة امريكية كاملة لقطاع غزة لإعادة إعمارها فى ظل حماية عسكرية امريكية، وبما يقتضى فى تلك المرحلة الشائكة تحميل الجميع حماس بمسؤوليتها عمادوصلت اليه الامور من كارثة سوداء على فكرة الوجود الفلسطينى على الاراضى الفلسطينية وبإصرار امريكى على ترحيلهم خارج قطاع غزة ، وتبقى الحقيقة المؤلمة ان حماس كانت الخنجر المسموم الذى طعنت فيه الفلسطينين جميعا وأمتها العربية والاسلامية، واسدال الستار عن فكرة السلام فى المنطقة.
اعلان حماس رسميا انسحابها الكامل من المشهد الحكومى والسياسي والعسكري
ويبقى الخروج من المشهد الراهن يقع على عاتق الجانب الفلسطينى والمؤيدين له وما يملكه من أوراق أهمها توحيد الخطاب الفلسطيني، اعادة تعميق فكرة المقاومة الشعبية السلمية وبعودة السلطة الفلسطينية بقوة إلى قطاع غزة وإدارتها و بمسؤولية عن كل خروج عن القانون مع اعلان حماس رسميا انسحابها الكامل من المشهد الحكومى والسياسي والعسكري .