ترامب وقطاع غزة.. خطة مفاجئة للسيطرة الأمريكية وسط تصعيد الصراع
![ترامب ونتنياهو أيد وحده](https://media.alsabahalyoum.com/img/25/02/05/104700.webp)
في خطوة أثارت الجدل عالميًا، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال نقلًا عن مسؤولين أمريكيين أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب طرح مؤخرًا فكرة فرض السيطرة الأمريكية على قطاع غزة، وهي فكرة لم يكن يعلم بها سوى دائرة ضيقة من مستشاريه والمقربين منه.
تصريحات ترامب.. إعلان غير متوقع وتصعيد للأزمات بدلًا من حلها
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، أعلن ترامب عن رغبته في تولي الولايات المتحدة مسؤولية السيطرة على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستكون طويلة الأمد، وقد وصف غزة بأنها "منطقة للهدم"، معتبرًا أن سكانها يجب أن يغادروا إلى دول أخرى مثل الأردن أو مصر. كما طرح رؤية مثيرة للجدل تتمثل في تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، في إشارة إلى إمكانية تنفيذ مشاريع تنموية ضخمة هناك بعد إخضاعها للإدارة الأمريكية.
وأثار اقتراح ترامب دهشة حتى داخل الأوساط السياسية الأمريكية، إذ أكدت مصادر أن الفكرة لم تكن متداولة على نطاق واسع، ولم يعلم بها سوى مساعدوه المقربون وبعض حلفائه. كما ذكرت وول ستريت جورنال أن المسؤولين خارج دائرة ترامب الضيقة لم يكونوا على علم بالنقاشات التي جرت حول هذا الطرح، إلا قبل الاجتماع مع نتنياهو بفترة وجيزة.
خطة ترامب بين السياسة والأهداف الاستراتيجية
محاولة ترامب طرح فكرة السيطرة الأمريكية على غزة ليست مجرد تصريح عابر، بل تتماشى مع رؤيته السابقة حول الشرق الأوسط، والتي اعتمدت على دعم إسرائيل بشكل مطلق، وتقويض دور الفصائل الفلسطينية. كما تتوافق مع استراتيجيات أخرى كان قد تحدث عنها سابقًا، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، وصفقة القرن التي روج لها خلال ولايته.
ولكن ما يثير التساؤل في هذا الطرح هو مدى جدية ترامب في تنفيذه، وما إذا كان ذلك مقترحًا انتخابيًا ضمن حملته الرئاسية لعام 2024، أم أنه بالفعل جزء من رؤية أمريكية جديدة للمنطقة.
ردود الفعل على اقتراح السيطرة على غزة
حتى الآن، لم يصدر رد رسمي واضح من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حول هذه التصريحات، لكن من المتوقع أن تلقى معارضة كبيرة على المستويين الداخلي والدولي، حيث أن فرض السيطرة الأمريكية على غزة سيعني مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي، وخرقًا للقوانين الدولية التي تنص على احترام سيادة الدول والشعوب.
أما على الصعيد الفلسطيني، فمن المرجح أن يُواجَه هذا الطرح بالرفض القاطع، حيث ترى الفصائل الفلسطينية في غزة أن أي تدخل أمريكي لن يكون إلا في صالح إسرائيل، وسيؤدي إلى محاولات جديدة لتهجير السكان وتصفية القضية الفلسطينية.
غزة.. من الحصار إلى المشاريع الوهمية
قطاع غزة يعيش واحدة من أسوأ مراحله الإنسانية في تاريخه، حيث يواجه حصارًا إسرائيليًا مستمرًا منذ أكثر من 17 عامًا، وأزمات إنسانية خانقة تتفاقم مع كل تصعيد عسكري. ومع ذلك، فإن حديث ترامب عن تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" يبدو بعيدًا عن الواقع، خاصة في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية، وتدمير البنية التحتية، وغياب أي خطة عملية لحل جذري للصراع.
ترامب والشرق الأوسط.. مغامرة غير محسوبة؟
طرح ترامب هذه الفكرة في توقيت حساس يعكس رغبته في إبقاء قضايا الشرق الأوسط ضمن أجندته السياسية، ربما لتحقيق مكاسب انتخابية أو لمغازلة اللوبي الداعم لإسرائيل في الولايات المتحدة. لكن ما هو مؤكد أن هذا التصريح سيواجه موجة من الجدل والانتقادات، خاصة من الجهات التي ترى أن سياسات ترامب في المنطقة لم تكن سوى تصعيد للأزمات بدلًا من حلها.