انتباه : سوريا ومعركة حمص تحدد مصير المنطقة بأسرها
تواجه الدولة السورية مستقبل عامض ولم يتبقي سوي ساعات قليلة تفصل سوريا عن معركة قد تكون الأهم في مسار الأزمة الحالية. معركة حمص المرتقبة، التي يُتوقع أن تكون معركة فاصلة في الصراع السوري، ليست مجرد معركة محلية، بل تحمل في طياتها تداعيات إقليمية قد تؤثر على مستقبل المنطقة بأسرها. هذا الصراع يضع أمامنا سيناريوهات متعددة، قد تكون نتائجها كارثية إذا نجح المتمردون في اختراق خطوط الدفاع للقوات السورية، وهو ما قد يؤدي إلى تقسيم الدول العربية بشكل مشابه لما حدث في ليبيا والسودان واليمن والعراق. في هذا السياق، يصبح السؤال الأساسي: هل ستظل سوريا دولة موحدة؟ وهل سيكون هناك جيش عربي قوي قادر على صد التهديدات الخارجية؟
مايحدث في سوريا جزء من خطة لتقسيم المنطقة إلى كيانات هزيلة يسهل السيطرة عليها من جانب أسرائيل
مع تقدم قوات المعارضة المسلحة، التي تدعمها جماعات مثل جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها، نحو حمص، تزداد التوقعات باندلاع معركة حاسمة قد تكون لها تداعيات جيوسياسية بعيدة المدى. هذه المعركة ليست فقط معركة ضد النظام السوري، بل هي جزء من خطة أوسع تهدف إلى تقسيم المنطقة إلى كيانات هزيلة، بحيث تصبح الأنظمة العربية ضعيفة، غير قادرة على مواجهة التحديات الكبرى، ما يفتح المجال لتمدد الهيمنة الغربية والصهيونية.
تدمير القوي العسكرية وانهيار الدولة
إن نجاح هذه الفصائل المسلحة والمعروفه باتجاهاتها السياسية في اختراق الصفوف السورية قد يؤدي إلى سقوط آخر حصن عربي يمتلك جيشًا قويًا قادرًا على مواجهة التحديات. فالتجربة السابقة في العراق واليمن وليبيا والسودان أظهرت أنه بمجرد تدمير القوة العسكرية لأي دولة، تنهار الدولة بأسرها، وتصبح أهداف القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل أسهل منالًا. بل إن سوريا، باعتبارها لاعبًا محوريًا في المنطقة، ستشهد تأثيرات جسيمة في حال فقدت جيشها وتفككت مؤسساتها وهو مايسعي اليه حلفاء أسرائيل السريين وفق خطة كبري متفق عليها ون ضمنها هو تسخير جماعات الأسلام السياسي لخدمة الأهداف الأسرائيلية بحيث تنقسم سوريا الي عدة دويلات وتضيع معها ارض الجولان الذي ينتمي لها قائد القوات المسلحة محمد الجولاني.
في هذا السياق، يُخشى أن تكون هذه المعركة مجرد حلقة في سلسلة من الأحداث التي تهدف إلى تدمير الجيوش القوية في المنطقة، لتحل محلها كيانات هشة تتنازع السلطة والثروات. وإذا نجحت هذه المشاريع في سوريا، فقد لا يكون هناك من دولة قوية في المنطقة بعد ذلك، باستثناء الجيش المصري، الذي من المتوقع أن يكون الهدف التالي لهذه الخطط المدمرة.
انهيار الدولة السورية سيجعل إسرائيل في وضعية مهيمنة
إذا استطاع هؤلاء المتمردون كسر القوات المسلحة السورية واحتلال مدينة حمص، فإن ذلك قد يكون بداية لنموذج مشابه لما شهدته الدول العربية الأخرى من تقسيم وحروب أهلية. وفي ظل انهيار الدولة السورية، ستكون إسرائيل في وضعية مهيمنة، مع قدرة على السيطرة التامة على المنطقة، بما في ذلك محاصرة حزب الله المقاوم وقطع طرق الإمداد عنه، مما يؤدي إلى اختلال موازين القوى في الشرق الأوسط.
تهديد الأستقرار ألأقليمي
إن الخطر الأكبر من سقوط حمص هو أن تصبح إسرائيل، التي تسعى دائمًا إلى تكريس هيمنتها في المنطقة، هي اللاعب الأساسي في الشرق الأوسط، ما يفتح الطريق أمام مزيد من الاستفزازات وتهديدات الاستقرار الإقليمي.
التوقعات تشير إلى أن النجاح في تدمير الدولة السورية عبر تفكيك جيشها سينتج عنه ظهور نموذج مشابه لما جرى في ليبيا والعراق واليمن. من هنا، سيكون السيناريو الأرجح أن تصبح إسرائيل هي القوة المسيطرة على المنطقة، مع عدم وجود جيش قوي يستطيع مواجهة تهديداتها. وفي تلك اللحظة، ستظل سوريا مجرد ذكرى لدولة كانت ذات يوم في قلب الصراع العربي الإسرائيلي.
إعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالح القوى الكبرى التي تعمل لصالح أسرائيل
ما يجري الأن في سوريا من أحداث الآن ليس مجرد صراع داخلي، بل هو جزء من لعبة أكبر تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالح القوى الكبرى، وعلى رأسها إسرائيل. معركة حمص تمثل نقطة تحول قد تكون فارقة في مصير سوريا والمنطقة بأسرها. فإذا تمكنت القوى المتمردة من كسر القوات السورية، فإن ذلك قد يؤدي إلى تقسيم جديد للمنطقة، حيث تتفكك الدول العربية وتصبح إسرائيل هي القوة المهيمنة في الشرق الأوسط. هذا السيناريو المظلم يشير إلى مستقبل لا يبدو في صالح الأمة العربية، في ظل التهديدات المتزايدة من قوى خارجية تسعى لفرض إرادتها على المنطقة.