الطيب أديب يكتب : وعادت الحروب تدق ناقوس الخطر،فمن يوقفها؟!

رغم فشل الحروب الصليبية التي شنها الغرب على العالم الاسلامي بعد دعوة البابا "أوربان الثاني" أمام المجمع الكنسي في كنيسة "كليرمونت" بفرنسا عام 1095م والذي أعلن فيه بدء الحروب الصليبية على بلاد الشرق واحتلال بيت المقدس، وتخليص قبر السيد المسيح من الكفرة (يقصد المسلمين). إلا أن هذه الحملات منيت بهزائم ثقيلة على يد سلاطين الدولة الأيوبية آل زنكي وصلاح الدين الأيوبي وسلاطين الدولة المملوكية قطز وبيبرس والمنصور قلاوون وابنه السلطان أشرف خليل الذي انتزع منهم عكا آخر معاقلهم سنة 690م.
خطبة نابليون
ورغم رحيلهم ، إلا أن الحروب لم تنته حتى الآن ، فجاء نابليون بونابرت ليحتل مصر وبلاد الشام بتمويل من الملياردير اليhودي "رwتشلد" لإقامة وطن قومي لليhود في فلسطين.وقد خطب نابليون خطبته الشهيرة في الرابع من أبريل سنة 1799 م يخاطب فيها يhود يافا وحيفا والقدس الذين انتظروه مع غيرهم من اليhود القادمين من رومانيا، وأبرز ما جاء فيها:
أيا ورثة فلسطين الشرعيين.الأمة العظيمة تناديكم لتستردوا ما سلب منكم بالغزو .أسرعوا .لقد حانت اللحظة المطالبة باسترداد حقوقكم المدينة.وكيانكم السياسي كأمة إلى الأبد ". ولكن نابليون هزم في مصر وعكا هزائم مدوية ورحل بجيشه يجر أذيال الفشل.
وبعد انهيار الدولة العثمانية تم تقسيم بلاد العرب، وكانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني فمنحت لليhود وعد بلفور المشؤوم 1917م. و تم تقسيم بلاد العرب واحتلالها وإعادة رسم خريطتها. وعندما رحل عنها الاحتلال الغربي -رحل صوريا- وسلمها لمن يحكمها كوكيل بالإنابة دون خسائر تصيب المحتل الذي ضمن وصول الجزية وتقديم قرابين الطاعة طواعية.
وفي سبتمبر، 2001م وبعد مسرحية أحداث سبتمبر الدامية أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق "جورج بوش الابن" أن حربه على أفغانستان والعراق هي «حملة صليبية». ولكن حربه فشلت وخرجت أمريكا مهزومة محملة بخسائر ثقيلة.!
وعادت الحرب تدق طبولها في عهد الرئيس الأمريكي -القرصان- "دونالد ترامب" حربا "صهيوصليبية"،رأس الحربة فيها الكيان الصhيوني الذي يرغب في تحقيق أطماعه التوسعية،وهنا تلتقي مصلحة ترامب البروستانتي المتشدد مع الصhيونية العالمية، فمن -عقيدة البروستانت -أن المسيح -عليه السلام - لن يعود إلى الأرض حتى يملك اليhود مملكتهم -أرض فلسطين- ويقومون ببناء هيكلهم المزعوم.!
مبعوث العناية الإلهية
ويقوم كبار رجال الدين الأمريكان بمباركة ودعم لا محدود للرئيس ترامب باعتباره المخلص ومبعوث العناية الإلهية،ومنقذ المسيحية من المسلمين -الإرهابيين-واختار ترامب فريقه العنصري حتى أن وزير الدفاع الأمريكي الجديد لم يستح من نقش وشم "كافر" على يده،وصرح بغرور مهددا بهدم الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم.!
*
ولأن ترامب رجل أعمال لايهمه إلا تحقيق مكاسب اقتصادية فقد استغل
هذه الدعاية الدينية لتحفيق أطماعه المادية وقد أعلن جهارا منذ فترة:
- أن أمريكا خسرت 7 ترليون في حملاتها الصليبية منذ غزو أفغانستان 2001 ثم حرب العراق 2003 م!
- الممول لهذه الحروب هي الدول العربية الغنية!
- ستشن أمريكا حملة جديدة لتعويض الخسائر الكبيرة!
- رغبته في عودة النفوذ الأمريكي "الصهيوصليبي" في منطقة الشرق الأوسط وإعادة تقسيم المنطقة وتوسيع الدولة العبرية وإقامة الهيكل المزعوم.!
تصدي جيوش مدافعة مستبسلة،ومواجهات شعبية قوية
كل الحملات الصليبية السابقة لاقت تصدي جيوش مدافعة مستبسلة،ومواجهات شعبية قوية أرهقت قوات الاحتلال الصليبية فقتلت وأسرت منها أعدادا كبيرة ،وعادت بقيتها لبلادها تجر أذيال الفشل والخيبة.!
وفي ظل حالة الانهزامية التي تفتك بالشعوب العربية حاليا،هل نحن جاهزون للتصدي لأطماع "فرسان الهيكل" الجدد وترحيلهم إلى حيث أتوا عبر البحار؟!