سعيد محمد أحمد يكتب : هل نهاية محور الممانعة بسقوط ايران ؟

سلطنة عمان .. ستظل تلك الدولة الخليجية المميزة، بشخصيتها المتفردة فى المنطقة وبطلتها على خليج عمان، وبعلاقاتها المتميزة عربيا وخليجيا واقليميا ودوليا مع معظم دول الجوار والتى أرساها الراحل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بانتهاج سياسة اتسمت بالاعتدال ورفض سياسة الصدام والعدوان لتبقى الدولة العربية الخليجية والوحيدة التى تحافظ على دورها الرائد فى راب الصدع العربى والاقليمي فى المنطقة كما أنها احتفظت بكونها الدولة التى حافظت على مدى تاريخها بعلاقات حسن الجوار لتصبح مصدرا وعنوانا للثقة فى القيام بدور الوساطة لحل الكثير من الازمات والملفات العربية والإقليمية المعقدة .
سلطنة عمان ودورها الفريد
فلم يكن قيام مسقط بدور الوساطة فى حل العديد من الازمات ليس غريبا عن سلطنة عمان ودورها المتفرد، فلها الكثير من التجارب الناجحة فى وأد العديد من الازمات بل ومنعها من الانفجار.
فعبر الوسيط العمانى ، واختيار الإدارة الامريكيه "مسقط" للقيام بدور الوساطة لدى ايران لايجاد حل لملفها النووى مع الجانب الامريكى والوصول الى حل ينقذ طهران من التعرض لعمليات عسكرية امريكية اسرائيلية لضرب مفاعلها النووى اذا لم تستجب للشروط التى فرضها الرئيس الامريكى دونالد ترامب على ايران تنظيميا و اقتصاديا وعسكريا .
وبرغم تسليم الوسيط العمانى الشروط الامريكيه الى ايران آملا فى الوصول الى تفاهمات ترضى الادارة الامريكية على امل عقد مباحثات بين الجانبين، وعبر تلبية شروط ثلاثة هى فى حدها الادنى، ربما ترفع بموجبها الراية البيضاء تجنبا لمواجهة عسكرية لا قبل لطهران بها، وربما قد تكون نهاية لدولة الملالى .
ايران توافق علي تفكيك المفاعلات النوويه
ووفقًا لتسريبات صادرة عن صحيفة "وول استريت جورنال" جرى تداولها عبر العديد من المنصات الإعلامية حيث أفادت بأن الرد الايراني على رسالة ترامب عن طريق الوسيط العماني، تضمنت الموافقه على تفكيك المفاعلات النوويه، وكذلك انتاج الصواريخ، وسحب مدربيها وخبرائها ومسئولى الارتباط من اليمن والعراق، خلال الاسبوع الماضي، كبادرة حسن نيه، كأحد الشروط الثلاثه المطلوبه من "ترامب" عبر الوسيط العمانى قبل التوقيع على الاتفاق المزمع والاعلان عنه السبت المقبل ربما فى العاصمة العمانية مسقط أو العاصمة السعودية الرياض .
ووفقا للتسريبات طلبت طهران أن يتضمن الاتفاق رفع جميع العقوبات عن ايران ، وان لا يتم نشر فحوى الاتفاق حفظًا لماء الوجهه فى الداخل الايرانى، وبذلك تكون طهران قد وقعت مرغمة على تدمير حلمها الذى عاشت عليه على مدى قرابة ٥٠ عاما، رصدت من خلاله الكثير والكثير من المليارات وتحملت من خلاله سلسلة من العقوبات الاقتصادية والتجارية والعسكرية بل واثرت على اوضاعها الاقتصادية وعلى مشروعها التمددى فى المنطقة عبر أذرعها التى جرى تقطيعها فى المنطقة سواء فى سوريا ولبنان وفلسطين واليمن والعراق .
المطلوب الاجتماع المباشر مع رأس النظام الايرانى "خامئني " ، والتوقيع على الاتفاق أمام العالم
فيما جاء العنفوان الامريكى القوة الاعظم فى العالم اليوم وعبر رد "ترامب" بأن المطلوب الاجتماع المباشر مع رأس النظام الايرانى "خامئني " ، والتوقيع على الاتفاق أمام العالم، وعلى الهواء مباشرة فى تصرف مزل بالاعلان الرسمى "برفع الراية البيضاء" وفقا لقول أحد المسؤولين الايرانيين واعتباره استسلامًا ، وتأكيده بإنه أمرًا مرفوضًا ، على حد قوله .
فيما يرى ترامب بقوله : "لم أكن أريد هذا لأيران "، وأنه مشفق عليهم من المكابره التي سوف تدمر بلدهم، كما يرى البعض
إن "خامنئي" عندما أيقن أن الخناق قد ضاق حوله فى أعقاب توجه نتنياهو الى البيت الابيض أمس الاثنين وأنه اجتماع على خطة الضربه ، وهو ما يسعى اليه الايرانيين بعمل المستحيل لتجنب التصعيد عبر الاستعانة بدول الخليج علهم يخرجوا بنتيجه ما او معالجة للأمر.
فيما افادت العديد من المصادر بأن خامنئي طلب من جميع القوات المسلحة أن تأكون بأعلى درجات الاستعداد متوقعا بدء الحرب خلال ايام، فى الوقت الذى رفض فيه "ترامب" طلبا من جماعة الحوثى المفاوضات لإنهاء الوضع عقب الضربات الموجعه والمستمرة ولاتزال تدمر كافة اسلحته وقياداته، وان ترامب لم يقبل حتى النظر للرساله .
ترامب" يطلب من جماعة الحوثى المفاوضات لإنهاء الوضع
الاجواء السائدة التى تمر بالمنطقة وايران حاليا هى ذات الاجواء التى مرت بها المنطقة عام ٢٠٠٣ وقبل غزو العراق بأيام، والتى قام بها سابقًا الرئيس الامريكى الاسبق بوش الابن وحمله قاذفات B52 والتى تعد اقوى القاذفات على مستوى العالم، و سلسلة من الحشود العسكرية من مدمرات وقطع وأساطيل حربية لا قبل لطهران بها، وكان لمسقط العديد من أدوار الوساطة بداية من اتفاق عملية السلام فى الشرق الاوسط مرورا باحتلال العراق للكويت والحرب العراقية الايرانية وانتهاء بضرب العراق .