حملة تضليل إلكترونيةعنوانها”ناس بترقص وناس بتموت”. هدفها الموقف المصري منتهجير الفلسطينيي - رقص بالذكاء الأصطناعي

احتشد فيه آلاف المصريين بمدينة العريش ورفح شمال سيناء، دعماً للموقف الرسمي الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وترحيبًا بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي حملة تضليل واسعة قادتها مقاطع فيديو مفبركة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
انتشر على منصات مثل "إكس" (تويتر سابقًا) و"فيسبوك" و"تيك توك" مقطع مصور بطائرة مسيرة - حسب الادعاء - يظهر تباينًا مريبًا: في الجهة اليمنى مظاهرات مصرية تصاحبها أغاني وطنية ومظاهر "رقص"، بينما في الجهة اليسرى مشاهد دمار وقتلى في غزة. ورافق المقطع تعليق شهير:
"ناس بترقص وناس بتموت".
حقيقة فيديوالضلال والتضليل
التحليل التقني كشف أن الفيديو غير حقيقي ومصنوع باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد الفيديوهات، كما أكدت المهندسة منى مجدي، خبيرة أمن المعلومات، في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم".
وقالت مجدي:
"المشهد يظهر تشوهات بصرية واضحة؛ كعدم وجود فواصل بين الأشخاص، واندماجهم في كتلة واحدة غير طبيعية، وهذا أحد أبرز علامات توليد الفيديوهات بواسطة الذكاء الاصطناعي".
وأضافت أن تصاعد الدخان في خلفية الفيديو بسرعة غير منطقية مقارنة بحركة الأشخاص البطيئة، يكشف خللاً واضحًا في التناسق الزمني، وهو أمر يصعب تحقيقه في تسجيل حقيقي.
مغالطات جغرافية وأمنية تكشف اهداف الفيديو الخبيث
ومن بين المغالطات التي تؤكد فبركة الفيديو:
-
غياب معبر حقيقي في الفيديو: المقطع يُظهر سورًا ممتدًا دون أي بوابة، بينما الفعالية الشعبية المصرية أُقيمت أمام معبر رفح المعروف بوجود بوابة رئيسية تنقل الشاحنات والمساعدات.
-
الموقع الجغرافي غير دقيق: المشهد المصوّر لا يتسق مع تضاريس المنطقة الواقعة بين رفح المصرية والفلسطينية، حيث تغيب المعالم الحقيقية للمعبر.
-
استحالة التصوير بطائرة مسيرة في تلك المنطقة: نظرًا لكونها منطقة حدودية شديدة الحساسية أمنيًا، يمنع التحليق فوقها من قِبل مدنيين أو أطراف غير مصرّح لهم.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الضلال والأجندات السياسية
الفيديو، وفقًا للخبراء، يأتي ضمن موجة جديدة من استخدام الذكاء الاصطناعي في تشويه صورة الفعاليات الشعبية والرسمية المصرية، خصوصًا تلك المتصلة بالقضية الفلسطينية ومرتكبي هذه الجريمة معروفين واصحاب مصلحة في نشر كل مايضر بمصر ومواقفها الراسخة علي القيم والمباديء.
واعتبرت المهندسة منى مجدي أن مثل هذه الفيديوهات تستهدف إحداث شرخ بين الموقف الرسمي المصري الذي يدعم بوضوح القضية الفلسطينية، وبين الرأي العام العربي والدولي، من خلال تشويه الرسائل الإنسانية والسياسية التي تُقدم من القاهرة.
???????? موقف شعبي ورسمي ثابت: "لا للتهجير"
بالتزامن مع نشر الفيديو المفبرك، كانت آلاف الأسر المصرية قد شاركت في مظاهرات حاشدة بالعريش ورفح، رافعة شعارات:
-
"لا لتهجير الفلسطينيين"
-
"غزة ليست للبيع"
-
"مصر لن تكون وطناً بديلاً"
كما أن زيارة الرئيسين السيسي وماكرون إلى المنطقة بعثت برسائل سياسية قوية للمجتمع الدولي حول ضرورة وقف إطلاق النار، وضمان دخول المساعدات، ورفض مشاريع التهجير.
في عصر الذكاء الاصطناعي- لم يعد كل ما تراه حقيقياً. احذر التضليل.. وادعم الحقيقة
-
الفيديو المتداول على أنه "يوثق احتفالات مصرية مقابل الموت في غزة" مفبرك باستخدام الذكاء الاصطناعي.
-
مشاهد الفيديو غير متسقة جغرافيًا ولا فنيًا مع الواقع في معبر رفح والعريش.
-
نشر الفيديو جزء من حملة تضليل تستهدف الموقف المصري الثابت من القضية الفلسطينية.
-
المظاهرات الشعبية كانت دعماً لفلسطين ورفضًا للتهجير القسري، وسط مشاركة مجتمعية واسعة.