زيزو بين مطرقة التعصب وسندان السوشيال ميديا. والملاين . حين تتحول الكرة إلى معارك

في مشهد بات مألوفًا لكنه لا يقل عبثية عن سابقاته، تصدّر اسم أحمد سيد "زيزو" نجم نادي الزمالك منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد انتشار تقارير تفيد بتوقيعه أو اقترابه من الانتقال للنادي الأهلي، أو حتى نيته عدم التجديد للزمالك.
النتيجة؟ حرب إلكترونية شرسة بين جماهير القطبين، خرجت عن حدود المنطق وتحوّلت إلى موجة سخرية وسباب وتعصب أعمى، كأنما الكرة لم تعد مجرد لعبة، بل باتت قضية شرف مشتعلة على مدار الساعة.
الكرة خارج الملعب
الوصف الدارج بين المتابعين لمواقع التواصل كان لاذعًا:
"القصة مش كورة خلاص.. تحولت المنصات إلى ميادين حرب، كل طرف يحاول سحب "زيزو" إلى معسكره، وإلصاق كل أنواع الصفات بالطرف الآخر.
جمهور الزمالك: "طلع خاين.. ونعمل 100 زيزو"
جمهور الزمالك، الذي طالما اعتبر زيزو رمزًا للولاء والانتماء، عبّر عن صدمته بطريقة حادة. تعليقات جماهيرية قالت:
"كنا بنقول فيه شعر.. دلوقتي طلعناه خاين!"
"ما حفظش النعمة.. وإحنا اللي صنعنا منه نجم"
"نعمل ميت زيزو زي ما عملنا زيزو"
حالة الغضب بلغت ذروتها وكأن الأمر خيانة وطنية، وليس مجرد لاعب يُراجع مستقبله أو يفكر في خطوة انتقال.
جمهور الأهلي: "من بالونة إلى أسطورة أفريقيا"
وعلى الجانب الآخر، لم يفوّت جمهور الأهلي الفرصة، بل استغل الموقف للسخرية والردّ:
"بعد ما كان زيزو بالونة وحسين الشحات أحسن منه.. فجأة بقى أسطورة مصر وأفريقيا!"
"عجيبة كرة القدم.. ما فيش مبادئ.. بس بنعرف نجيب اللي نريده!"
وهو ما يُشير إلى الازدواجية المتبادلة في تعامل الجماهير مع اللاعبين، حسب المصلحة والانتماء اللحظي.
سوشيال ميديا.. كرة القدم بدون ذاكرة!
ما يحدث ليس بجديد، فقد رأيناه مع عبدالله السعيد، كهربا، رمضان صبحي، إمام عاشور وغيرهم كثير. اللاعب هو الأسطورة حين يُرضي جمهور ناديه، وهو الخائن حين يقرر الرحيل.
السوشيال ميديا صارت "لعبة متقلبة" بلا ذاكرة، كل شيء فيها متاح للنقض والسخرية والتبديل، ولا خطوط حمراء أمام الشتائم أو النفاق أو التهويل.
زيزو نفسه.. في صمت حتى الآن
أحمد سيد زيزو خرج مؤخرًا ببيان ينفي فيه توقيعه لأي نادٍ، وقال بوضوح:
"من عنده توقيعي يطلعه للناس... أنا لم أوقّع لأي فريق داخل أو خارج مصر"
"منتظر رد النادي حتى آخر يوم في الكونفدرالية"
لكن حتى هذا البيان لم يوقف سيل التفاعل والشتائم والتأويلات.
أين المشكلة حقًا؟
-
هل الخطأ في اللاعب الذي يفكر بمستقبله؟
-
أم في الإعلام الذي يشعل النار بلا مصدر؟
-
أم في الجمهور الذي لا يعرف سوى الأبيض والأسود، ويصنع من اللاعب إلهًا ثم يهدمه في لحظة؟
في النهاية، الكرة لعبة، لكن ما نشهده على السوشيال ميديا ليس له علاقة بكرة القدم، بل هو مرآة لمجتمع يغلي، ويبحث عن أي فتيل ليشعل حربًا جديدة.
فهل تستحق "صفقة انتقال" أو قرار لاعب كل هذا الضجيج؟ أم أن بعضنا أصبح بحاجة إلى إعادة تعريف: ما معنى أن تكون مشجعًا؟