واشنطن توافق مبدئيًا على مقترح مصري جديد لوقف إطلاق النار في غزة: هل تُفتح بوابة الهدنة؟

كشفت وكالة "رويترز" أن الولايات المتحدة الأمريكية أبدت موافقة مبدئية على مقترح مصري لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بعد انهيار سابق لاتفاق الهدنة الذي استمر لنحو شهرين دون التوصل إلى مرحلة ثانية.
المقترح يتضمن تحديد جدول زمني للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المتبقين، بالإضافة إلى تحديد موعد نهائي لانسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة
وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدرين أمنيين مصريين، فإن المقترح المصري يتضمن تحديد جدول زمني للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المتبقين، بالإضافة إلى تحديد موعد نهائي لانسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة، مع تقديم ضمانات أمريكية تضمن تنفيذ بنود الاتفاق، في حال تم اعتماده من جميع الأطراف.
حماس تدرس تفاصيل المقترح إلى جانب أفكار أخرى مطروحة
في المقابل، أفاد مسؤول فلسطيني، تحفظ على ذكر اسمه، بأن المقترح المصري تم تقديمه رسميًا لحماس، لكنها حتى الآن لم ترد بشكل نهائي، مشيرًا إلى أن الحركة ما تزال تدرس تفاصيل المقترح إلى جانب أفكار أخرى مطروحة على طاولة الوساطة.
وفي السياق نفسه، أعلنت حركة حماس يوم الجمعة أنها تدرس مقترحًا أمريكيًا مقدمًا من المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى "أفكار بديلة"، تهدف في مجملها إلى استعادة وقف إطلاق النار، وتأمين الإفراج عن الأسرى، وإنهاء الحرب، وضمان انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كامل القطاع.
خطة الجسر
ويُعرف المقترح الأمريكي إعلاميًا باسم "خطة الجسر"، التي قدمها ويتكوف الأسبوع الماضي، وتقوم على تمديد وقف إطلاق النار حتى أبريل المقبل، أي بعد عطلة رمضان وعيد الفصح، من أجل إتاحة الوقت الكافي لإبرام اتفاق دائم ينهي حالة الحرب ويؤسس لسلام مؤقت.
الإفراج عن عدد محدود من الرهائن الأحياء الذين ما تزال حماس تحتجزهم مقابل تهدئة شهر
ومن بين البنود الأساسية في المقترح الأمريكي أيضًا، الإفراج عن عدد محدود من الرهائن الأحياء الذين ما تزال حماس تحتجزهم، مقابل تمديد الهدنة لشهر واحد، بالإضافة إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو الحصار الذي استمر لأكثر من ثلاثة أسابيع.
لكن حماس، من جانبها، تُصر على أن يشمل الاتفاق وقفًا دائمًا للعمليات العسكرية الإسرائيلية، وانسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من غزة، وهو ما تعتبره الحد الأدنى لأي صفقة إنسانية أو سياسية.
وفي المقابل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، أن إسرائيل ستكثف هجماتها الجوية والبرية والبحرية في جميع أنحاء القطاع، مؤكداً أن العمليات لن تتوقف حتى الإفراج عن الرهائن وهزيمة حماس بالكامل.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن تخلّت إسرائيل فعليًا عن المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة التي كانت قيد التفاوض، وبدأت باستئناف هجومها الشامل منذ ثلاثة أيام.
الجهود المصرية والدولية هي الأمل الأخير في إعادة فتح باب التهدئة
في ظل هذا المشهد المعقد، تبقى الجهود المصرية والدولية هي الأمل الأخير في إعادة فتح باب التهدئة وحقن دماء الأبرياء في قطاع غزة، بينما يقف العالم بأسره مترقبًا الرد الرسمي من حماس على هذا المقترح المصري ـ الأمريكي المشترك.