مخطط التهجير لم ينتهِ”.. إسرائيل تستأنف الحرب ومصممة علي التهجير القسري لسكان غزة ومصر لن تسمح بالتهجير

استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، منتهية بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين، وسط إدانات عربية ودولية وتحذيرات من مخططات التهجير القسري والأبعاد الأجباري للشعب الفلسطيني عن وطنة .
إسرائيل تبرر الحرب.. وتحركات على الأرض
تدّعي إسرائيل أنها رصدت استعدادات قتالية لحركة حماس لشن هجوم جديد، مما دفعها إلى تنفيذ ضربات استباقية. كما تشترط إعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة لوقف العمليات العسكرية، مؤكدة أنها "لن تتفاوض إلا تحت النار".
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل وإصابة نحو ألف شخص جراء القصف العنيف على القطاع، فيما أكدت حركة حماس أن نتنياهو انقلب على الاتفاقيات وتنصل من جميع التزاماته.
تحركات إسرائيلية على الأرض.. هجوم بري واسع
الجيش الإسرائيلي بدأ عملية برية محددة ودقيقة في وسط وجنوب قطاع غزة.
تمركز قوات لواء غولاني في المحور الجنوبي لتكون جاهزة للعمليات داخل غزة.
إعادة توسيع السيطرة على محور نتساريم الاستراتيجي، وسط أنباء عن خطط جديدة لاجتياح مناطق أوسع.
دبلوماسي مصري: مخطط التهجير القسري ما زال قائمًا
قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن إسرائيل لا تزال مصممة على تنفيذ مخطط التهجير القسري لسكان غزة، مشيرًا إلى أن عودة الحرب تثبت أن التهجير "هدف دفين في العقل الصهيوني".
وأضاف أن مصر كانت تتحرك بقوة منذ البداية لإنجاز اتفاق يقود إلى انسحاب إسرائيلي سريع وبدء عملية إعادة الإعمار، لكن إسرائيل انقضّت على الاتفاق وخرقته بطريقة "وحشية تشكل جريمة حرب موثقة".
"مصر لن تسمح بالتهجير".. مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة
مصر تدعو إلى مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة برعاية الأمم المتحدة، والمقرر عقده في أبريل القادم، لقطع الطريق على أي محاولات لتهجير الفلسطينيين.
تحركات دبلوماسية مكثفة يقودها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية لاستعادة زمام المبادرة السياسية ومنع تمرير أي خطط صهيونية جديدة.
نتنياهو يواجه أزمة داخلية ويحاول تمديد أمد حكومته
أوضح السفير حجازي أن قرار إسرائيل بالتصعيد العسكري مرتبط أيضًا بالأزمة الداخلية لحكومة نتنياهو، حيث يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي:
كسب الوقت وإطالة عمر حكومته.
إرضاء اليمين المتطرف داخل الائتلاف الحاكم.
تجنب المحاكمة بتهم الفساد، من خلال تصدير أزمة جديدة للداخل الإسرائيلي.
كما أشار إلى أن بقاء وزير المالية بتسالئيل سموتريتش وإعادة إيتمار بن غفير إلى المشهد يعزز من تطرف السياسة الإسرائيلية، ويجعل من الصعب التوصل إلى حل سياسي في المستقبل القريب.
تحركات أمريكية تتماشى مع أجندة نتنياهو
المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قدم رؤية متوافقة تمامًا مع نتنياهو، تتضمن إطلاق سراح الرهائن دون وقف إطلاق النار، ما يُعد انحيازًا جديدًا لسياسة إسرائيل العسكرية.
الولايات المتحدة ترفض الضغط على تل أبيب لوقف الحرب، ما يعقّد جهود التوصل إلى هدنة دائمة.
كاتس يهدد سكان غزة: "التخلص من حماس أو الخراب التام"
في تطور خطير، نشر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، رسالة تحذيرية إلى سكان غزة، قائلًا إنهم سيدفعون "الثمن كاملًا" إذا لم يتخلّصوا من حماس، مضيفًا:
"السنوار الأول دمّر غزة، والسنوار الثاني سيخرّبها بالكامل.. قريبًا سيبدأ إجلاء السكان مجددًا، وما سيأتي سيكون أصعب بكثير."
وتُعد هذه التصريحات إشارة واضحة إلى استمرار إسرائيل في خطط التهجير القسري، وسط تحذيرات دولية من تصعيد غير مسبوق ضد المدنيين الفلسطينيين.
إدانات دولية وتحذيرات من كارثة إنسانية
الأمم المتحدة تحذر من موجة نزوح جماعي جديدة جراء تصاعد الهجمات الإسرائيلية.
دول عربية وأوروبية تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وسط تصاعد الانتقادات للولايات المتحدة بسبب دعمها العسكري المستمر لإسرائيل.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تؤكد أن غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة.
حرب إبادة أم تصعيد سياسي؟
مع استمرار الغارات الإسرائيلية وتصاعد الضغط الدبلوماسي المصري، يبقى السؤال الأهم:
هل ستنجح الجهود الدولية في وقف الحرب ومنع مخطط التهجير القسري، أم أن إسرائيل ستمضي قدمًا في تنفيذ مشروعها الصهيوني الديني في غزة والضفة؟
الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل القطاع، ومصير آلاف الفلسطينيين العالقين بين نيران الاحتلال وصراعات السياسة الدولية.