أول تعليق إسرائيلي على القمة العربية التي تبنت الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين

في أول رد رسمي من حكومة الاحتلال الإسرائيلي على نتائج القمة العربية الطارئة التي انعقدت في القاهرة، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أورين مارمورشتاين، بأن البيان الصادر عن القمة "لا يعالج الواقع بعد السابع من أكتوبر". جاء ذلك في تعليق نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، حيث انتقد مارمورشتاين موقف الدول العربية من الحرب الجارية في غزة، معتبرًا أن القمة تجاهلت الهجوم الذي نفذته حركة حماس.
إسرائيل تنتقد البيان العربي وترفض الخطة المصرية
أعرب مارمورشتاين عن استيائه من موقف القمة العربية، قائلًا: "لم يتم ذكر الهجوم الإرهابي الوحشي لحماس، ولا يوجد أي إدانة لهذا الكيان الإرهابي القاتل، رغم الفظائع الموثقة". في إشارة إلى رفض القمة العربية تبني الرواية الإسرائيلية حول الحرب الدائرة في غزة.
وأضاف المتحدث باسم خارجية الاحتلال: "إن فكرة الرئيس ترامب تتيح الفرصة أمام سكان غزة لاتخاذ خيار حر بناءً على إرادتهم الحرة، وهذا ما يجب تشجيعه". وهو ما يُفسَّر على أنه دعم إسرائيلي ضمني لمقترح التهجير القسري للفلسطينيين، الذي سبق أن روج له الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كجزء من خطط الحل النهائي للقضية الفلسطينية.
القمة العربية تدعم الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة
في المقابل، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته الختامية في القمة العربية الطارئة، تبني الدول العربية لخطة مصرية تهدف إلى إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، ما يعكس رفضًا قاطعًا للمخططات الإسرائيلية التي تسعى لتفريغ القطاع من الفلسطينيين.
وشددت القمة على رفض أي مشاريع تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، مؤيدة الحلول الدبلوماسية والسياسية التي تحفظ الحقوق الفلسطينية وتضمن بقاء الفلسطينيين على أراضيهم.
تصعيد سياسي جديد بين مصر وإسرائيل
تعكس هذه التصريحات تصاعد الخلافات بين إسرائيل ومصر، خاصة بعد أن تبنت القمة العربية موقفًا موحدًا ضد أي مخططات لتهجير الفلسطينيين، في وقت تروج فيه بعض الأوساط السياسية في إسرائيل لفكرة نقل سكان غزة إلى سيناء، وهو ما رفضته القاهرة بشكل قاطع.
كما تأتي هذه التطورات في ظل محاولات إسرائيلية للضغط على الدول العربية، وخاصة مصر، لقبول سيناريوهات تخدم مصالح تل أبيب في قطاع غزة، وهو ما ترفضه القيادة المصرية بشدة، مؤكدة التزامها بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
هل تشهد العلاقات المصرية الإسرائيلية توترًا جديدًا؟
بعد تصريحات مارمورشتاين، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى تأثير هذا التصعيد على العلاقات المصرية الإسرائيلية، خاصة في ظل الجهود التي تبذلها القاهرة لتحقيق تهدئة في غزة ومنع أي تصعيد قد يؤدي إلى انفجار الوضع الإقليمي.