تصاعد التوتر الدبلوماسي: تحذيرات نائبة السفير الإسرائيلي السابقة من استعداد مصر العسكري

في تصريح لافت ومثير للجدل، حذرت الدبلوماسية الإسرائيلية السابقة روث واسرمان لاندا من انهيار العلاقات مع مصر، مشيرة إلى أن السيناريو التدريبي الذي يُوجَّه ضد مصر يستهدف إسرائيل مباشرةً. جاءت تصريحات لاندا خلال حديثها مع الإعلامي الإسرائيلي غادي نيس على راديو "104.5 إف إم"، حيث أكدت ضرورة التعامل مع التطورات الأخيرة بعقلانية رغم دراماتيكية الوضع الراهن.
قراءة في تصريحات لاندا
أوضحت لاندا أنه لا يوجد سبب يدعو إلى إلغاء اتفاقية السلام المبرمة، لكنها أضافت أن التطورات الأخيرة لا يمكن التقليل من خطورتها. وأشارت إلى أن سبب نشوب أي نزاع يتمثل في عنصرين رئيسيين: القدرة العسكرية والاستعداد لخوض الحرب. وفي هذا السياق، اعتبرت أن لدى مصر قدرة كبيرة واستعداد قتالي عالي المستوى، وهو ما يستدعي تفسيرًا دقيقًا لما يجري على الأرض. هذا التصريح جاء في وقت يتزايد فيه المخاوف من أن تكون مصر على استعداد لمواجهة أي تهديد إقليمي محتمل.
التحذير من تعزيزات عسكرية مقلقة
ذكرت لاندا أن السيناريو التدريبي الذي يُركز عليه في مواجهة مصر لا يخلو من جانب عسكري جدي، خاصةً مع نشر القوات الإسرائيلية في شبه جزيرة سيناء وتعزيزها بمستويات عالية. وأكدت أن هذه التحركات العسكرية ليست مجرد استعداد شكلي، بل هي جزء من استراتيجية تراقبها الجهات الإسرائيلية بدقة، مما يثير قلق المسؤولين لديهم. ورأت الدبلوماسية السابقة أن هذا الحشد العسكري يشكل مؤشرًا على استعداد مصري يتجاوز المستوى المعتاد، ما يستدعي تفسيرًا منطقيًا لاستغلال تلك القدرات في ظل الأوضاع الإقليمية المتقلبة.
تساؤلات حول الدعم الأمريكي والتحركات المصرية
أثناء الحديث عن الدعم الأمريكي المقدم لمصر، أشارت لاندا إلى أن الأموال البالغة خمسة مليارات دولار، التي من المفترض أن تُحوّل لمصر، قد لا تكون لأغراض مدنية كما يُروج لها، بل تُستخدم لتعزيز القدرات العسكرية المصرية. وأكدت أن هذا التوجيه المالي يحتاج إلى تفسير واضح بشأن احتياجات مصر من تعزيزات عسكرية كبيرة، مما يعكس جانبًا آخر من الاستعدادات التي تبديها الدولة المصرية. كما تناولت تصريحاتها موضوع خلق الفوضى؛ إذ زعمت أن مصر تصدر تصريحات وتصرفات توحي بأن الأمور تسير بطريقة تعكس حرصها الشديد على تأمين مصالحها القتالية في ظل الاضطرابات الإقليمية.
سياق التصعيد والتحذيرات الإقليمية
أشارت لاندا إلى أن مصر، منذ السابع من أكتوبر 2023، تتبنى موقفًا قويًا وتعبّر عن نفسها بوضوح، ما يدل على عدم ترك مجال للشك في استعدادها لمواجهة أي اضطرابات محتملة، خاصةً فيما يتعلق بنزوح الفلسطينيين إلى أراضيها. ورأت الدبلوماسية السابقة أن هذا الموقف قد يُستغل كذريعة لتأجيج النزاعات، مما يزيد من المخاوف بشأن اندلاع حرب إقليمية قد تؤثر على مكتسبات السلام في المنطقة.
ومن جهة أخرى، حذرت الخارجية المصرية في بيان رسمي من تبني الرؤية الأمريكية التي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مشددة على أن أي رؤية لحل القضية يجب أن تحافظ على مكتسبات السلام وألا تعرضها للخطر. هذا التصعيد في الخطاب الدبلوماسي يأتي في وقت حساس تتداخل فيه المصالح الاستراتيجية والسياسية بين الدول في المنطقة، مما يستدعي مراقبة دقيقة وتحليل مستفيض للتطورات.