تأجيل زيارة الرئيس السيسي إلى واشنطن وسط غضب من تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين

أعلنت مصادر مصرية أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أجل زيارته المخطط لها إلى واشنطن حتى إشعار آخر. يأتي هذا القرار في ظل غضب متزايد في القاهرة من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمقترحات الأمريكية والإسرائيلية التي تتضمن فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة دون منحهم حق العودة.
مصر ترفض بقوة الأبعاد القسري لأهل غزة من أرضهم
أفادت المصادر أن القاهرة أعربت عن استيائها الشديد من ثلاث مقترحات قُدمت بشأن غزة، كانت جميعها تقوم على فكرة التهجير القسري للفلسطينيين. ورُفضت هذه المقترحات بشكل قاطع من قبل مصر، التي اعتبرت أن مثل هذه السياسات تمس بصلب حقوق الشعب الفلسطيني وتتنافى مع مبادئ القانون الدولي والإنساني. كما أشارت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي إلى ضرورة تبني نهج عالمي يراعي حقوق جميع شعوب المنطقة دون تمييز، مع التأكيد على أن السبيل الوحيد لمواجهة المخاطر والتهديدات الأمنية الإقليمية هو احترام حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك حقهم في العيش بسلام على أرضهم.
تفاصيل التصريحات وردود الفعل المصرية
ذكرت المصادر أن مصر لم تكتفِ برفض المقترحات، بل أرسلت عدة ردود رسمية إلى واشنطن تطالب بتوضيحات حول تصريحات ترامب التي تتضمن فرض عقوبات على الدول التي لا توافق على خطة تهجير الفلسطينيين. وأكدت وزارة الخارجية المصرية أن موقف القاهرة ثابت لا يتغير، وأنها تدعو المجتمع الدولي إلى العمل على رؤية سياسية عادلة تُعيد حقوق الفلسطينيين وتضع حدًا للسياسات التي تسعى لتفكيك القضية الفلسطينية.
ملف غزة مسألة حاسمة تتطلب تدخلًا فوريًا وتوحيد الصف العربي والدولي
وأضافت المصادر أن القاهرة تعتبر ملف غزة مسألة حاسمة تتطلب تدخلًا فوريًا وتوحيد الصف العربي والدولي، وهو ما يتجلى في رفض مصر لأي تغييرات على الوضع الراهن، خاصةً في ظل التصريحات المثيرة التي تتعلق بتهجير الفلسطينيين وعدم السماح لهم بالعودة إلى ديارهم.
رفض عربي شعبي ورسمي لمخطط أنهاء القضية الفلسطينية
تأتي تصريحات ترامب الأخيرة في إطار خطة أمريكية مثيرة للجدل، دعت إلى "السيطرة" على قطاع غزة وتحويله إلى منطقة تنموية تحت إشراف الولايات المتحدة، مع نقل سكانه إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن. وقد أثارت هذه التصريحات استياءً واسعاً في العالم العربي، إذ تعتبرها العديد من الدول خرقًا صارخًا لحقوق الفلسطينيين وإجراءً قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأسرها.
الحل هوتبني نهج يضمن حقوق الفلسطينيين كاملة دون تفرقة
من جانبه، أكدت وزارة الخارجية المصرية في بيانها أن الحل الوحيد لمواجهة التهديدات الأمنية والإنسانية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة هو تبني نهج يضمن حقوق الفلسطينيين كاملة دون تفرقة، بما في ذلك حق العودة وتقرير المصير. ودعت القاهرة المجتمع الدولي إلى توحيد جهوده لتحقيق رؤية سياسية تُعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وتضع حدًا للممارسات التي تكرس الانتهاكات.
التزام القاهرة بالحفاظ على حقوق الفلسطينيين كجزء لا يتجزأ من الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي
يُعد تأجيل الرئيس السيسي لزيارته إلى واشنطن خطوة دبلوماسية استراتيجية تُظهر حزم مصر في مواجهة التصريحات والمقترحات الأمريكية التي تسعى لتهجير الفلسطينيين من غزة. ويؤكد هذا القرار على التزام القاهرة بالحفاظ على حقوق الفلسطينيين كجزء لا يتجزأ من الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. كما يبرز رد مصر على الملف الفلسطيني ضرورة العمل على رؤية سياسية شاملة تُعزز وحدة الشعوب وتكفل السلام الدائم في الشرق الأوسط.