صلاح توفيق يكتب : جوربا تشوف العرب والشرق الاوسط الجديد- شخبطة علي مواقف الدول العربية من القضية الفلسطينية -الحلقة الثانية

عاش الكثيرين منا ايام الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الامريكية والأتحاد السوفيتي السابق وكيف ان الولايات المتحدة استطاعت تفكيك الاتحاد الروسي عندما تولي جورباتشوف رئاسة الاتحاد السوفيتي وتحول الاتحاد السوفيتي الدول القوية في العالم الي عدة الدول .. اذكركم بذلك بمناسبة مايقال عن الشرق الاوسط الجديد الذي تسعي امريكا وأسرائيل الي اقراه وتنفيذة علي دولنا العربية واصبح أمر الشرق الاوسط الجديد معلنا علي الجميع يعرفة مواطني العالم العربي وكان الربيع العربي جزء من تنفيذ خارطة الشرق الاوسط الجدبد ومع استعادة مصر لزمام الامور داخلها عقب ثورتها الشعبية في 30 يونيو تحطمت اوهام المخططين لشرق اوسط جديد ثم جاءات لعبة التهجير والابعاد القسري للفلسطنين وللاسف جاء الرد العربي على مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أبعاد التهجير القسري لأبناء قطاع غزة لم يكن واضحاً ولا حازماً. كان الموقف العربي يتأرجح بين الغضب والرفض الواضح والصريح من جانب مصر والاردن، وبين محاولة مسك العصا من المنتصف ظننا منهما ان النيران لن تطولهم ومع امتداد النيران لهم جاء موقفهم ، في وقتٍ طالبت فيه إسرائيل نفسها بتوضيح موقف دولة عربية محددة تجاه هذه القضية الحساسة بل وان توضح هذه الدولة العربية موقفها بصراحة من الشرق الاوسط الجديد لقد تحدث نتنياهو الي هذة الدولة مطالبا اياها بتوضيح موقفها وكما يقولون "العتب على قد العشم"، فهلتسخر هذة الدولة واعلامها الذي تقوم بصرف المليارات علية لهذا الدور وهو دور جورباتشوف الشرق الاوسط الجديد فتصريح نتنياهو واضح ويبدوا ان هناك موافقه علية من هذة الدويلة في الغرف المغلقه لكن نتنياهو احرج هذه الدويلة علنا
موقف عربي مهلهل وغير قادر على تقدير خطورة الموقف
تصريحات ترامب كشفت عن موقف عربي مهلهل وغير قادر على تقدير خطورة هذه التصريحات التي تهدف إلى نسف القضية الفلسطينية من اساسها باعتبارها الخطوة الاولي والعملية في تنفيذ خطة الشرق الاوسط الجديد المزعومة .
حفظ ماء الوجة
الرد العربي والمواقف المزدوجة البيانات الرسمية والمواقف التي صدرت عن بعض الدول العربية جاءت بمظهر الرفض أو التعليق السطحي على مقترحات ترامب، إلا أنها لم تُظهر الدعم العربي الحقيقي ولا اتخاذ موقف قوي وفعّال، خاصةً في ظل الضغط الأمريكي والإسرائيلي المتزايد. و كان من اللازم أن تدعو جامعة الدول العربية إلى قمة طارئة من باب حفظ ماء الوجه، بدلاً من ترك دول مثل مصر والأردن للتعامل مع تصريحات التهجير دون إظهار الدعم العربي الكامل لهما ، وهو ما يعتبر نوعاً من التخاذل الذي أدمنته بعض الدول العربية في أخطر القضايا التي تواجه الأمة.
مصر واتفاقية كامب دافيد
الموقف المصري والأردني كان واضحاً ليس فقط بالرفض، بل كان هناك تحذير جاد، إذ أفادت وكالات الإعلام العالمية بأن مصر ستعلق اتفاقية كامب دافيد في ظل هذه التصريحات، مما يوضح للمجتمع الإسرائيلي المعني بالدفاع عن القضية الفلسطينية مدى جدية الموقف العربي، وإن كان متردداً في التعبير عنه بشكل علني.
الدول التي تسيطر عليها قواعد أمريكية والمخاوف المستترة
"ندرك تماماً أنه ليس مطلوباً من دول تسيطر عليها قواعد أمريكية أن يكون لها موقف واضح؛ فهي دول مسلوبة الإدارة من الأساس، وهي تعلم ذلك ونحن نعلم ذلك. والمخاوف من هذه الدول وممارساتها التي تظهر بأكثر من مظهر، ومواقفها التي لا يجب أن تكون محل تقدير أو مناقشة من الأساس." فالابتزاز الأمريكي الإسرائيلي للعرب والقضية الفلسطينية هو جزء من لعبة سياسية تهدف إلى تفتيت الوحدة العربية وإضعاف الموقف الفلسطيني.
نتنياهو يحرج قطر: دعوة لتحديد موقف واضح في "الشرق الأوسط الجديد"
في تصريح لافت، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة صريحة لدولة قطر، مطالباً إياها بتحديد موقفها بوضوح في إطار مساعي تشكيل "شرق أوسط جديد". جاء هذا التصريح في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تحولات جذرية على الصعيد السياسي والجيوسياسي. وفي حديثه الذي نقلته وسائل الإعلام، قال نتنياهو:
"على قطر أن تختار في أي صف ستكون من أجل شرق أوسط جديد"،
مما يعكس توقع إسرائيل بأن تتخذ الدول العربية مواقف حاسمة وواضحة، بعيداً عن الغموض الذي يميز المواقف الحالية.
وقد وصف نتنياهو هذا السؤال بأنه محرج للدول التي تمتلك إعلاماً يصورها كدول راعية للحريات، حيث تُركز وسائل الإعلام على العناوين الصادمة والمثيرة، بدلاً من التركيز على التحولات الحقيقية داخل الحكومات العربية. وفي هذا السياق، يجب علي حكام الدول العربية وشعوبها تجنب المواقف الضبابية، فالوقت الحالي لا يحتمل الازدواجية في المواقف.
إعادة تشكيل النظام السياسي الأمريكي وتأثيره على القضية الفلسطينية
ولا يخفي علينا جميعا التطورات داخل الولايات المتحدة، حيث أن التصريحات غير الواقعية لترامب حول الاستيلاء على غزة ونقل الفلسطينيين ما هي إلا جزء من مخطط إعلامي يهدف إلى تحويل الأنظار عن ما يحدث في واشنطن.، فإن هذه الخطة التي يقودها مستشار ترامب السابق ستيف بانون، تعتمد على "إطلاق النار بأسرع معدل" على وسائل الإعلام، إذ يرى بانون أن الجمهور لا يستطيع التركيز إلا على الأخبار المثيرة، مما يتيح لترامب تنفيذ مخططاته دون أن تُسلط الأضواء على التغييرات الجذرية التي تجري داخل الحكومة الأمريكية وأجهزة الاستخبارات.
و خلال الأسبوعين الماضيين، سيطر إيلون ماسك وفريقه على أنظمة البيانات المالية الأمريكية، وألغوا بروتوكولات أمنية حساسة، وطردوا مسؤولين كباراً، ما يؤكد أن ما يحدث في واشنطن ليس مجرد تصريحات سطحية، بل هو إعادة تشكيل جذرية للحكومة الأمريكية قد تؤثر على مستقبل الولايات المتحدة والأمن العالمي، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
تحديات مستقبلية وموقف عربي يحتاج إلى وضوح
يُظهر المشهد الحالي أن التصريحات التي تأتي من قيادات الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي، سواءً من ترامب أو نتنياهو، تسعى إلى تشتيت الانتباه عن الحقيقة، إذ تُستخدم كأدوات لفرض أجندات سياسية وتفكيك مواقف الدول العربية. وبينما يظل الرد العربي متردداً ومهلهلاً، تبرز الحاجة الماسة لوضع موقف واضح وحازم من قبل جامعة الدول العربية، يُواجه الابتزاز السياسي ويعيد للعالم رؤية متماسكة للقضية الفلسطينية.
الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط معلقين على مواقف قادة العرب
في ظل هذه التحولات، يبقى السؤال قائماً: هل ستستجيب الدول العربية لهذه الدعوات لتحديد مواقفها، أم سيظل المشهد مضطرباً بين التخاذل والغضب؟ وما زال الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط معلقين على مواقف قادة العرب الذين لم يتمكنوا بعد من تقديم رد فعل قوي وحاسم على هذه التصريحات التي قد تُحدث تغييرات جذرية في النظام السياسي العالمي.