سعيد محمد أحمد يكتب : ٧ اكتوبر .. هزيمة لجبهة المقاومة والصمود والتصدى
المؤكد أن رحيل بشار الأسد وفراره من سوريا أحدث كارثة استراتيجية كبرى لوضع ومستقبل الدولة السورية، والتى يراهن عليها الجميع بعد خضوعها لزعيم تنظيم القاعدة ابو محمد الجولانى ،"احمد الشرع " ، كما اجبر هروب الاسد إيران على إعادة التفكير في إستراتيجيتها الأمنية عقب تعرضها لانتكاسات مريرة ساهمت فى تقليص وجودها وشل خطورتها على المنطقة فى وقت ستواجه فيه أيضًا الرئيس الامريكى دونالد ترامب وما يحمله من وعود بزيادة الضغوط على طهران.
والمؤكد أيضا ان كل الاحداث المتلاحقة والمتسارعة التى شهدتها المنطقة فى غضون أسابيع لم يكن يتصور او يتخيل احدا ان تصل الأمور الى ما وصلت اليه، حتى ولو كنت تشاهدها فيلم سينمائي، من وضع نهايات مأساوية، ودراماتيكية لا تحتمل الخلط ولا التأويل، بل نهايات لم تشوبها شائبة، وتراها على الهواء مباشرة ، بداية من نهاية مشروع حركة حماس فى غزة وحزب الله فى لبنان، وخروج ايران المهين من لبنان لينتهى فصل الخطاب الدرامي ليس بسقوط النظام السورى وهروب بشار الاسد، ولكن بسقوط "الدولة" السورية وهروب ايران أيضا من سوريا بعد ان تخلت عن حليفها بشار الهارب وحماس وحزب الله، وكما تخلت موسكو عن سوريا.
سوريا تقع فريسة للمعارضة السورية المسلحة
سيناريو لم ولن يخطر على بال أحدٍ فى ان يصل الى تلك الدرجه من التخطيط الشيطاني فى الاخراج الشديد الدقة وما احدثه من الدهشة والصدمة معا وفى زمن قياسى لتسقط فيه منظومة "الصمود والتصدى والمقاومة والممانعة " فى "بغداد وصنعاء وغزة ولبنان ودمشق"، ولتقع سوريا فريسة للمعارضة السورية المسلحة، والمبكى ان يأبى بشار الاسد الا ان يسلم سوريا وشعبها الى زعيم تنظيم القاعدة "جبهه النصرة ".
أسرائيل دمرت اسلحة وذخيرة وطائرات "٥٠٠" ودبابات "٢٧٠٠" وسفن وذوارق حربية وقواعد ومنصات صواريخ دون مجرد انزعاج الثوار الجدد !!
وفى غمرة الفرح الشعبى بالتحرير المخلوط بالالم على يد المخلص الزعيم ابو محمد الجولانى "احمد الشرع” ،الذى لم يبدى اى قدر من الانزعاج على ما قامت به إسرائيل من تدمير شامل للقدرات العسكرية السورية من اسلحة وذخيرة وطائرات "٥٠٠" ودبابات "٢٧٠٠" وسفن وذوارق حربية وقواعد ومنصات صواريخ بعد تسريح الجيش وكافة الاجهزة الامنية ، تمهيدا لاستبدالها او إعادة هيكلتها .
النظام السورى اضاع العديد من الفرص لانقاذ الدولة والوطن
كثير من التساؤلات كانت تطرح على مدى عقود ماضية حول من ينقذ سوريا من الفك الفارسى ؟ تساؤلات حملت الكثير من الرسائل منها ما جاء فى إطار النصيحة ومنها ما جاء فى اطار التحذير المباشر والغير المباشر ، ودون ان تجد صدى لرأس النظام السورى الذى اضاع العديد من الفرص لانقاذ الدولة والوطن والشعب السورى ،لمجرد اعلانه بفك ارتباطه بالنظام مع طهران وميليشيات حزب الله ، الا ان الاحداث قد تجاوزته.
انقلأب الموازين بالمنطقة
ويشكل هروب الاسد وسقوط سلطانه قمة الاحداث الدراماتيكية التى تلاحقت وتيرتها بعد هجوم حماس فى السابع من اكتوبر من العام الماضى وقلبت كافة الموازيين فى المنطقة من تغييرات جذرية ومصيرية على المنطقة قد تطال طهران وهى فى اضعف احوالها ، بعد ان دمّرت إسرائيل حماس، وحزب الله اللبنانى حليفا ايران وقتلت معظم قيادات حزب الله اللبنانية وأجبرت قادتها الباقين على الاختباء، كما ساهمت فى الاطاحة بالأسد "الحديقة الخلفية" لايران والتى تم إحراقها
.انهيار الزواج الغيرشرعى بين طهران ودمشق
والمؤكد آن الزواج الغير شرعى بين طهران ودمشق قد سقط مع انهيار نظام الأسد الذى شكل “ضربة استراتيجية ذات أبعاد تاريخية” لإيران.وان المؤشرات الأولى تؤكد ان العديد من السوريين يحملون دلالات غير ودية لايران ويشكل لها تداعيات اقتصادية ومديونيات بمليارات الدولارات ذهبت فى مهب الريح فى ظل ظروف طهران المثقلة بالعقوبات .