سعيد محمد أحمد يكتب : سوريا حوار للوطن .. ام حوار فى المجهول

يواجه الحوار الوطنى الذى تبناه القائمون على إدارة السلطة الانتقالية فى سوريا تحت ضغط المجتمع الدولى، للتأكد من مدى مطابقة الأقوال والتمنيات للأفعال، لينطلق الحوار فى عده مدن سورية ترافق معه قدرًا كبيرًا من الريبة والتوجس والقلق، وربما تمنيات سرعان ما تبخرت لانتقادات من قبل مختلف شرائح المجتمع سواء داخليا وخارجيا مع تبنى الحوار منطق الاستحواذ والإقصاء لمكونات المجتمع وفق مزاعم بأنهم " فلول"، وبما يفرض تساؤلات طرحت حول حقيقة مخرجات الحوار الوطني وموعد اعلان دستور للبلاد وخطة اصلاح مؤسسات دولة المواطنة بعيدا عن الإقصاء او التنمر
منطق شعبوي فى توجيه الدعوات بشكل شخصى
كما اعتمد القائمون على إدارة الحوار الذى انطلقت فعالياته دون تحديد موقعه، منطق شعبوي فى توجيه الدعوات بشكل شخصى ووفق منطق من "يحرر يقرر"، فى ظل غياب الشفافية تجاه حوار حقيقي جاد أعتمد إقصاء و تغييب مكونات سورية تميزت على مدى تاريخها ب "فسيفساء"، جمعت كل أطيافه فى"بانوراما " أكدت مدى حجم التعايش السلمى والمحبة.
التفاوض الجاد مع جميع النخب دون إقصاء لأحد
ويرى العديد من المراقبين أن الفرصة لازالت متاحة أمام منظمي الحوار الوطنى بأن لا يستثنى أحدا ولا يقتصر على دعوات شخصية أو جماعات بعينها ذات توجه فكرى، ومتجاهلا معظم الشرائح الفاعلة فى المجتمع السورى لانجاح الحوار لو أرادا القائمون وعبر التفاوض الجاد مع جميع النخب دون إقصاء لأحد ، سواء من النقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدنى، والاحزاب فى دولة مدنية يستحيل معها "تديين" الدولة، واشراك كل المثقفين فى تنوير المجتمع فى مواجهة منطق الإقصاء والاستحواذ والتمكين .
فيما يرى البعض أنه مع غياب منطق التجاهل والتفاوض بين الجميع فلن يكون هناك قواسم مشتركة للخروج برؤية سياسية واضحة الى آفاق أرحب، وصولا إلى قناعه القائمين على الحوار بقبول الآخر والاعتراف به كونه جزءا مهمًا وشريكًا أصيلًا فى التعايش بوصفه مواطنا له كامل حقوق المواطنة بعيدا عن طائفته أو مذهبه أو دينة فى الوقت الذى يتعرض فيه البعض الى صور من الظلم سواء بعزلهم من وظائفهم وحرمانهم من الرواتب سندهم الوحيد لاعاشتهم، وبما سيؤدي حتمًا الى انتشار الجريمة بكل صورها.
حوار دون إشراك كافة القوى السورية المعارضة، سواء من كانوا فى الداخل أو الخارج
ويتساءل الكثير من السوريون .. هل من المعقول أن يجرى الحوار الوطنى حول مستقبل سوريا فى مراحلة الاولى دون إشراك كافة القوى السورية المعارضة، سواء من كانوا فى الداخل أو الخارج، او ممثلين فى فى إشراك بعضا من رموز المعارضة من قوى الائتلاف الوطنى المعارض او من هيئة التفاوض للتعبير عن آرائهم فى تقرير مصير الوطن بارادة شعبية، دون فرض وصاية عليه من فئة على فئة أخرى، وان لا يبقى الجميع "رهينة" اللون والفكر والواحد والصوت والقرار والرغبة الواحدة.
فيما أبدى البعض كثيرًا من الامتعاض حول كيفية إدارة السلطة الانتقالية لحوار وطنى دون وضع مجموعة من المحددات الرئيسية تؤكد تمسكها بالسيادة الوطنية فى الحفاظ امن وسلامة مواطنيها على الارض السورية وتغييب سيادتها على الارض السورية بعدم السماح للمخابرات التركية باختطاف مواطن سورى داخل وطنه لمجرد انتقاده الرئيس اردوغان على شبكات التواصل الاجتماعى السورية، علما بأن قرار اختطاف المواطن جرى نشرة على موقع وزارة الداخلية السورية .. ليبقى السؤال كيف يمكن لمواطن سورى ان لا يأمن على حياته داخل وطنه.
الحوار الوطنى أغفل ربما عن قصد أو تناسى أمورًا تشكل أحد وأهم دواعى الامن والاستقرار لسوريا
كما يرى البعض آن الحوار الوطنى أغفل ربما عن قصد أو تناسى أمورًا تشكل أحد وأهم دواعى الامن والاستقرار لسوريا، وبدونها لن يستقيم عودًا للدولة فى ظل غياب المكون الكردى وما لهم من مطالب تاريخية، وكذا مطالب طائفة الموحدين الدروز ،ومطالب العلويين بوصفهم جميعا مكونات أساسية لا يمكن اغفالها فى حوار يقتضى اعداد دستور جديد للبلاد وتشكيل جيش وطنى وإقرار مبدأ العدالة الاجتماعية مع التدوال السلمى للسلطة وتحديد المدد الرئاسية.