إيلون ماسك يهاجم زيلينسكي وترامب يصفه بـ”الديكتاتور بلا انتخابات”

تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا تصعيدًا غير مسبوق، بعد تصريحات حادة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك ضد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. حيث هاجم ماسك زيلينسكي علنًا عبر منصته "إكس" (تويتر سابقًا)، بينما وصفه ترامب بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات"، متهمًا إياه بالفشل في إدارة بلاده وجر الولايات المتحدة إلى حرب لا يمكن كسبها.
إيلون ماسك: زيلينسكي طُرد من وظيفته وقتل صحفيًا أمريكيًا
في منشور مفاجئ على منصة "إكس"، كتب رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك أن "زيلينسكي طُرد من وظيفته"، في إشارة إلى الانخفاض الحاد في شعبيته والجدل المستمر حول استمراره في الحكم بعد انتهاء ولايته في مايو 2024.
إضافة إلى ذلك، وجه ماسك اتهامًا خطيرًا لزيلينسكي بقتل الصحفي الأمريكي غونزالو ليرا، الذي كان معروفًا بتغطيته الناقدة للحكومة الأوكرانية خلال الحرب مع روسيا.
ووفقًا لتقارير إعلامية، كان الصحفي غونزالو ليرا محتجزًا لدى السلطات الأوكرانية بتهمة نشر "دعاية مؤيدة لروسيا"، قبل أن يُعلن عن وفاته في ظروف غامضة، مما أثار تساؤلات حول دور الحكومة الأوكرانية في القضية.
ترامب يهاجم زيلينسكي: "ممثل كوميدي فاشل يرفض الانتخابات"
بدوره، صعّد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هجومه على زيلينسكي، حيث قال في مقابلة صحفية حديثة إن الرئيس الأوكراني هو ديكتاتور يرفض إجراء الانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى أن زيلينسكي "كان سيئًا حتى في كونه ممثلًا كوميديًا"، في إشارة إلى مهنته السابقة قبل توليه الرئاسة.
وأضاف ترامب أن زيلينسكي "أقنع واشنطن بإنفاق 350 مليار دولار في حرب لا يمكن كسبها ضد روسيا"، معتبرًا أن نصف هذه الأموال "مفقودة" ولم يتم إنفاقها على المساعدات العسكرية كما هو مزعوم.
ووفقًا لترامب، فإن زيلينسكي "يتوسل للولايات المتحدة للحصول على المال لكنه لا يريد إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا"، ما يعكس تراجع التأييد الأمريكي له، خاصة في الأوساط الجمهورية التي تعارض استمرار دعم كييف عسكريًا.
زيلينسكي يرد: "ترامب يعيش في فقاعة معلومات مضللة"
من جانبه، لم يصمت زيلينسكي أمام هذه الهجمات، حيث رد على ترامب في مقابلة صحفية، قائلاً إن الرئيس الأمريكي السابق "يعيش في فقاعة من المعلومات المضللة"، وإن موقفه تجاه الحرب في أوكرانيا يعكس عدم فهمه لتعقيدات الصراع.
وأكد زيلينسكي أن بلاده "لن تستسلم أمام العدوان الروسي"، وأن الدعم الأمريكي لا يمثل مساعدة مجانية، بل هو استثمار في استقرار أوروبا والعالم.
هل تتراجع أمريكا عن دعم أوكرانيا؟
التوترات بين زيلينسكي من جهة وترامب وماسك من جهة أخرى تثير تساؤلات حول مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا، خاصة في حال فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويرى محللون أن الهجمات المتكررة من شخصيات مؤثرة مثل ترامب وماسك قد تُمهّد لتغيير جذري في السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا، خصوصًا أن العديد من السياسيين الجمهوريين باتوا يعارضون استمرار الدعم غير المشروط لكييف.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن نسبة الأمريكيين المؤيدين لدعم أوكرانيا تراجعت بشكل ملحوظ، خاصة في ظل ارتفاع تكلفة الحرب على الاقتصاد الأمريكي والتضخم المتزايد.
مستقبل أوكرانيا في مهب الريح
في ظل استمرار الحرب مع روسيا وتراجع الدعم الدولي، يبدو أن موقف زيلينسكي يزداد ضعفًا مع مرور الوقت. وبينما يحاول الدفاع عن موقفه أمام الهجمات المتزايدة من شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك ودونالد ترامب، فإن التحدي الحقيقي الذي يواجهه هو الحفاظ على التأييد الأمريكي والدولي لاستمرار الحرب.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل ستؤدي هذه الانتقادات إلى تغيير في السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا؟ أم أن زيلينسكي سيتمكن من الصمود حتى نهاية الحرب؟