وفاة غامضة للمصرية آية عادل في الأردن تثير الجدل بين الانتحار وجريمة القتل

لا تزال واقعة وفاة المصرية آية عادل في العاصمة الأردنية عمّان تثير حالة من الجدل الواسع، وسط تضارب الروايات الرسمية وعائلة الضحية بشأن ملابسات الحادث. فقد سقطت آية من شرفة شقتها بالطابق السابع في لواء الرصيفة، فيما تشير التحقيقات إلى احتمالية وجود شبهة جنائية في الحادثة.
رواية السلطات الأردنية: انتحار أم سقوط عرضي؟
أفادت مصادر أمنية أردنية بأن تحقيقات الشرطة والفيديوهات الموثقة تشير إلى أن آية عادل قامت بإلقاء نفسها من الشرفة بعد مشادة حادة مع زوجها، دون أن يكون هناك أي تدخل مباشر منه.
لكن هذه الرواية قوبلت برفض قاطع من عائلتها، التي أكدت أن آية لم تكن تعاني من أي اضطرابات نفسية أو ميول انتحارية، بل كانت تخطط لإنهاء زواجها والبدء بحياة جديدة بعيدًا عن العنف المنزلي.
رواية العائلة: تعذيب واعتداء جسدي قبل الوفاة
صرّحت أسماء عادل، شقيقة آية، أن الضحية تحدثت معها هاتفيًا قبل لحظات من الحادث، وكانت في حالة نفسية جيدة وتعد الطعام لطفليها، ما ينفي تمامًا فرضية الانتحار.
كما كشفت في مداخلة هاتفية مع برنامج "الحكاية" على قناة MBC أن شقيقتها كانت تتعرض بانتظام للضرب والتعذيب على يد زوجها، وأرسلت لها صورًا موثقة تظهر آثار الضرب بآلة حديدية.
تقرير الطب الشرعي: أدلة تعزز فرضية الجريمة
وفقًا للتقرير المبدئي للطب الشرعي، فقد ظهرت على جسد آية عادل إصابات متعددة تشمل:
- جرح قطعي في الجبهة
- كسر في الجمجمة
- نزيف داخلي شديد
- كدمات في الفخذ الأيسر والساق، ناتجة عن الضرب بأداة حادة
شهادات الجيران ودلائل جديدة
وفقًا لشهادات الجيران، فقد شوهد زوج آية وهو يهبط من السلم مسرعًا حاملًا بطانية بعد الحادث، ما أثار الشكوك حول ضلوعه في الجريمة. كما أكد بعض الجيران سماعهم أصوات صراخ واستغاثة من شقة الضحية في مرات سابقة، مما يعزز فرضية التعرض للعنف الأسري المستمر.
موقف السلطات الأردنية: توقيف الزوج والتحقيق مستمر
أوقفت السلطات الأردنية الزوج مؤقتًا، لكنه يواجه حاليًا تهمة الإيذاء البسيط فقط، وليس القتل. فيما تولت إدارة حماية الأسرة الأردنية رعاية طفلي الضحية حتى حضور جدهما من مصر لاستلامهما.
موقف الرأي العام والمطالبات بالعدالة
أثارت الواقعة غضبًا واسعًا في الأوساط المصرية والعربية، حيث طالب نشطاء حقوقيون بإجراء تحقيق شامل وشفاف لضمان عدم التلاعب بالأدلة، والكشف عن حقيقة ما حدث.
عائلتها تؤكد أن هناك شبهة جنائية واضحة تستدعي تحقيقًا دقيقًا
بينما تصر السلطات الأردنية على أن وفاة آية عادل كانت انتحارًا، تؤكد عائلتها أن هناك شبهة جنائية واضحة تستدعي تحقيقًا دقيقًا. وفي انتظار نتائج التحقيق النهائي، تبقى القضية مفتوحة على احتمالات عديدة، وسط مطالبات واسعة بمحاسبة المتسببين وضمان العدالة للضحية.