بقال يطعن زوجته بسبب شكه المستمر في سلوكها

شهدت منطقة المرج جريمة قتل مروعة، حيث قام نقاش ومالك حانوت بقالة يُدعى "سمير ق" (41 عامًا) بذبح زوجته "م. م" عمدًا بعد أن تسرب الشك في سلوكها إلى قلبه، مما دفعه لتصعيد خلافاتهما وتحوله إلى فعل لا يُغتفر. جاء هذا الفعل بمبدأ "من الشك ما قتل"، حيث أعلن المتهم أنه لم يعد يحتمل شكوكه المتفاقمة حول سلوك زوجته.
تفاصيل الواقعة وتطوراتها
بدأت أحداث الواقعة بعد سنوات من زواج كان يسوده الاستقرار والانسجام، حتى بدأت تظهر شبهة لدى المتهم حول تصرفات زوجته دون أي دليل واضح. قال المتهم في تصريحات لاحقة: "شاكك فيها بقالي شوية ومش هسيبها"، وهو ما انعكس سلباً على علاقتهما وتفاقم معاناتهما في الأيام الأخيرة قبل الواقعة.
في يوم الحادث، وبعد مشادة كلامية محتدمة بين الزوجين، أخرج سمير- ق- سلاحًا أبيض من بين طيات ملابسه، وبدأ يوجه نحو زوجته عدة طعنات متتالية. وبحسب تقرير الصفة التشريحية، أسفرت هذه الطعنات عن إصابات قاتلة أدت إلى وفاة المجني عليها على الفور. حاول المتهم بعدها التستر على جريمته وإبعاد الشبهة عنه، لكن التحقيقات والبلاغات التي وردت للشرطة أدت إلى القبض عليه واستجوابه.
الاعتراف والاتهامات القانونية
تحت الضغط ومواجهة المتهم بالأدلة وأثناء التحقيقات، اعترف سمير ق بأنه قتل زوجته بدافع شكه المستمر في سلوكها، معترفًا بارتكاب جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار. وقد تم تحرير أوراق القضية برقم 27767 لسنة 2021 في جنايات منطقة المرج، والمقيدة برقم 2814 لسنة 2021 في كلي شرق القاهرة، حيث يواجه المتهم تهم قتل عمد بعد طعن زوجته عدة طعنات قاتلة.
إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتي
بعد عدة جلسات استماع، وفي 23 مايو 2022، قضت محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة في العباسية بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتي، للحصول على الرأي الشرعي بشأن إعدامه شنقًا. ويأتي هذا القرار ضمن الإجراءات القانونية التي تسعى إلى فرض الردع على مثل هذه الجرائم البشعة، والتأكيد على ضرورة تطبيق القانون بكل حزم على مرتكبيها.
الشكوك المستمرة وتحولها إلى غيظ لا يُحتمل يمكن أن يؤدي إلى نتائج مأساوية
أثارت هذه الجريمة موجة من الدهشة والاستنكار في الأوساط الاجتماعية، حيث يعتبر البعض أن وقوع مثل هذه الحوادث يعكس تحديات نفسية واجتماعية خطيرة. إذ كان الزواج سابقًا مثالاً للاستقرار، إلا أن الشكوك المستمرة وتحولها إلى غيظ لا يُحتمل يمكن أن يؤدي إلى نتائج مأساوية. كما تبرز القضية أهمية التدخل المبكر لحل النزاعات الزوجية وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر المتضررة.