رحلة صناعة أبو محمد الجولاني الي أحمد الشرع في سوريا ..محطات واتهامات
أحمد حسين الشرع، المعروف بلقب أبو محمد الجولاني، هو شخصية بارزة في الصراع السوري الأن منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011. قاد الجولاني تنظيم جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، قبل أن يعلن انفصالها عن التنظيم الأم وتشكيل هيئة تحرير الشام (HTS). مثّل الشرع إحدى أكثر الشخصيات إثارة للجدل بسبب دوره في تعقيد الصراع السوري داخليًا ودوليًا، فضلًا عن المزاعم المرتبطة بتعاونه مع أطراف أجنبية لتحقيق مصالح معينة.
نشأة أحمد الشرع وتطوره القيادي
-
النشأة والتعليم:
- وُلد أحمد الشرع في عام 1982 بمدينة درعا، سوريا.
- يُعتقد أنه درس الطب في العراق، حيث بدأ رحلته مع العمل الجهادي في فترة الاحتلال الأمريكي.
-
الانضمام إلى تنظيم القاعدة:
- انضم الجولاني إلى تنظيم القاعدة في العراق بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، حيث برز كقائد ميداني ومخطط استراتيجي.
-
العودة إلى سوريا:
- عاد الجولاني إلى سوريا في بدايات الثورة عام 2011، ليؤسس جبهة النصرة، التي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة.
من جبهة النصرة إلى هيئة تحرير الشام
-
إعلان الولاء للقاعدة:
- في البداية، كان الجولاني يدير جبهة النصرة كذراع لتنظيم القاعدة في سوريا، مستقطبًا مقاتلين محليين وأجانب.
-
الانفصال عن القاعدة:
- في عام 2016، أعلن الجولاني انفصال النصرة عن القاعدة وتغيير اسمها إلى جبهة فتح الشام، في خطوة اعتُبرت محاولة لكسب شرعية محلية ودولية.
- في 2017، دُمجت جبهة فتح الشام مع فصائل أخرى لتشكيل هيئة تحرير الشام (HTS)، التي أصبحت الفصيل الأقوى في إدلب والمناطق الشمالية الغربية من سوريا.
أحمد الشرع وعلاقاته المثيرة للجدل
-
الاتهامات بالتعاون مع أطراف أجنبية:
- تتهم بعض التقارير الجولاني بالتواصل مع أطراف دولية، بما في ذلك تركيا ودول غربية، لضمان بقاء هيئة تحرير الشام كقوة محلية مهيمنة.
- يُزعم أن هيئة تحرير الشام تلقت تسهيلات غير مباشرة في مقابل الحفاظ على الاستقرار النسبي في إدلب ومنع تمدد التنظيمات الأكثر تطرفًا مثل داعش.
-
السيطرة على إدلب:
- تمكن الجولاني عبر هيئة تحرير الشام من إحكام سيطرته على محافظة إدلب، حيث يدير الإدارة المدنية عبر حكومة الإنقاذ السورية.
- يواجه اتهامات بممارسة قمع ضد المعارضين السياسيين والجماعات المنافسة في إدلب.
-
التكتيكات السياسية:
- سعى الجولاني إلى تحسين صورة هيئة تحرير الشام دوليًا، مع التركيز على تقديمها كفصيل محلي يسعى لتحقيق الاستقرار في شمال سوريا.
- حاول التقرب من المجتمع الدولي عبر رسائل تتحدث عن الاعتدال النسبي مقارنة بتنظيمات أخرى.
حقيقة ماضيه الأسود
-
الانتهاكات والجرائم:
- يواجه الجولاني اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات القتل والاختطاف ضد المدنيين والمعارضين.
- يُتهم باستخدام القوة العسكرية لإخضاع الفصائل الأخرى والسيطرة على الموارد الاقتصادية في إدلب.
-
علاقته بالقاعدة:
- رغم إعلان انفصاله عن القاعدة، لا تزال علاقته السابقة بالتنظيم تمثل نقطة جدل.
- يرى البعض أن الانفصال كان خطوة تكتيكية لكسب شرعية محلية ودولية.
-
التعاون مع تركيا:
- تتهم بعض الأطراف الجولاني بالتعاون مع تركيا لتنفيذ أجندة سياسية وعسكرية في إدلب، ما أثار انتقادات واسعة من معارضيه.
ردود الأفعال المحلية والدولية
-
المحلية:
- ينقسم السوريون في آرائهم تجاه الجولاني بين من يعتبره قائدًا ميدانيًا حافظ على إدلب من الانهيار، وآخرين يرونه زعيمًا استبداديًا فرض هيمنته بالقوة.
-
الدولية:
- تدرج الولايات المتحدة الجولاني وهيئة تحرير الشام على قوائم الإرهاب، لكنها لم تتخذ خطوات تصعيدية ضدهم مقارنة بتنظيمات مثل داعش.
- لا تزال هيئة تحرير الشام تخضع لضغوط دولية بسبب اتهامات بارتباطها بالجماعات المتطرفة.
يبقى الجولاني شخصية محورية في المشهد السوري المعقد
أحمد الشرع ماضية، أو أبو محمد الجولاني، يبقى شخصية محورية في المشهد السوري المعقد. وبينما ينظر إليه البعض كقائد حافظ على إدلب من الانهيار، يرى آخرون أن ماضيه مع القاعدة وممارساته الحالية تضعه في دائرة الجدل المستمر. مستقبل الجولاني وهيئة تحرير الشام يظل مرهونًا بالتطورات السياسية والعسكرية في سوريا وبالدور الذي سيلعبه المجتمع الدولي في تحديد مصير إدلب.