إسرائيل تعلن اغتيال قائد الوحدة 4400 في حزب الله.. غارات تستهدف كوادر التهريب والتمويل جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، اغتيال حسين علي نصر، الذي يشغل منصب نائب قائد الوحدة 4400 التابعة لحزب الله اللبناني، في غارة جوية نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على منطقة جنوب لبنان.
وأكد أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن "نصر" كان مسؤولًا عن تهريب الأسلحة والأموال من خارج لبنان إلى الداخل، في إطار دعم البنية العسكرية لحزب الله، وبتنسيق مباشر مع جهات إيرانية.
تفاصيل العملية العسكرية
أوضح الجيش الإسرائيلي أن العملية جاءت ضمن سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع حساسة تتعلق بـ "الوحدة 4400"، والتي تُعد من أهم وحدات الدعم اللوجستي والتمويلي داخل حزب الله.
وأشار أدرعي إلى أن "حسين علي نصر" كان ينسق مع عمال في مطار بيروت الدولي، يعملون في الخفاء لصالح حزب الله، لتسهيل عمليات التهريب الجوية، كما كان على صلة بشبكات تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية اللبنانية، ويُعد أحد العقول المدبرة لشبكة تسليح متكاملة تدار بإشراف مباشر من طهران.
استهداف متواصل لقادة حزب الله
هذه الغارة ليست الأولى من نوعها، حيث أكد الجيش الإسرائيلي أن "نصر" يُعد ثالث مسؤول كبير يتم استهدافه خلال العملية العسكرية "سهام الشمال"، التي انطلقت بالتزامن مع حرب "السيوف الحديدية".
وكانت العملية ذاتها قد أطاحت سابقًا بقائد الوحدة 4400 محمد جعفر قصير، ونائبه علي حسن غريب، في ضربات مماثلة استهدفت مراكز لوجستية ومحاور نقل داخل لبنان وسوريا.
غارات مميتة في الجنوب اللبناني
في سياق متصل، شنّت طائرات إسرائيلية مسيّرة غارة جوية استهدفت سيارة مدنية على طريق بلدة كوثرية السياد في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل شخصين بحسب بيان رسمي من وزارة الصحة اللبنانية.
كما أفادت الوزارة بمقتل شخص ثالث في غارة استهدفت منزلًا في بلدة حولا جنوب لبنان، ما يرفع عدد الضحايا إلى ثلاثة قتلى خلال أقل من 24 ساعة.
أبعاد التصعيد
تأتي هذه العمليات في ظل تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وحزب الله، خاصة مع تكثيف الغارات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية في لبنان، وتزامنها مع تصعيد ميداني في قطاع غزة والضفة الغربية، ما يعزز المخاوف من فتح جبهة ثانية في الشمال.
وترى إسرائيل أن ضرب شبكات التمويل والتهريب داخل حزب الله يُعد عنصرًا حاسمًا في إضعاف قدراته العسكرية، بينما يلتزم حزب الله بسياسة "الرد في الوقت والمكان المناسب"، وفق تصريحات سابقة لأمينه العام.
تصعيد ميداني وتحذيرات من اتساع رقعة المواجهة
بينما تتواصل عمليات الاستهداف النوعي لقادة حزب الله، تزداد المؤشرات على اقتراب المنطقة من انفجار أوسع، خاصة مع تزايد الضربات التي تستهدف قيادات من الصف الأول داخل الحزب.
في المقابل، لم يصدر حتى الآن رد رسمي من حزب الله على الغارات الأخيرة، لكن خبراء يرون أن الحزب قد لا يمرر هذه الضربات دون رد عسكري لاحق، ما يُبقي الأوضاع على صفيح ساخن في الجنوب اللبناني.