”شروط مصر لتطبيع العلاقات مع سوريا الجديدة: رؤية براجماتية ومطالب صارمة”
(تقرير يكشف المعايير المصرية للتعامل مع النظام الجديد في دمشق بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد)
بعد التحولات السياسية في سوريا وإطاحة نظام بشار الأسد، تبنت مصر نهجًا براغماتيًا حذرًا تجاه النظام الجديد الذي تقوده هيئة تحرير الشام. وفقًا لتقرير نشرته الأهرام ويكلي، وضعت القاهرة مجموعة من الشروط والمعايير لأي تطبيع للعلاقات مع سوريا الجديدة، مع تركيز كبير على قضايا الأمن القومي وموقف النظام من الجماعات المسلحة والإسلام السياسي.
أولويات مصر في التعامل مع سوريا الجديدة
1. مكافحة الإرهاب
صرح وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال قمة وزارية عربية-غربية في الرياض، بأن على سوريا الامتناع بشكل قاطع عن استضافة أي أفراد أو جماعات تعتبرهم مصر تهديدًا لأمنها القومي.
- الإرهابيون في القاموس المصري: يشمل هذا التعريف أي شخص ينتمي لجماعات مصنفة كإرهابية في أي من الدول الحاضرة في القمة.
- أكدت مصر أنها لن تقبل بتصريحات فقط من النظام الجديد، بل ستراقب أفعاله عن كثب.
2. الحد من دعم الجماعات الإسلامية
- شددت مصر على أن الجماعات الإسلامية، وخاصة الإخوان المسلمين، تمثل خطًا أحمر.
- لن تقبل القاهرة بأي نشاط دعائي للجماعات الإسلامية من داخل سوريا، سواء عبر الإعلام أو الاجتماعات السياسية.
- جاء هذا الموقف مدعومًا بتقارير عن ظهور معارضي النظام المصري بجانب قيادات هيئة تحرير الشام.
3. الامتناع عن دعم الجماعات المسلحة في المنطقة
- حذرت مصر من أي دعم تقدمه هيئة تحرير الشام لجماعات مثل حماس في غزة.
- أشارت القاهرة إلى أن أي دعم لهذه الجماعات قد يؤدي إلى تعقيد الأوضاع الإقليمية المتوترة.
قضايا أخرى مؤثرة في العلاقات المصرية-السورية
حقوق الأقليات والموقف من الجيش السوري
- أكدت مصر أنها ستراقب مواقف النظام الجديد تجاه الأقليات الدينية والسياسية، ومدى تبنيه نهجًا سياسيًا شاملاً.
- موقف النظام من الجيش السوري سيحدد أيضًا طبيعة العلاقات المستقبلية، خاصة مع وجود مخاوف من تفكيك المؤسسات الوطنية.
الاستقرار الإقليمي وتأثيره على غزة
- تلعب مصر دورًا مهمًا في العمل مع قطر والولايات المتحدة لتهدئة الأوضاع في غزة بعد الحرب الإسرائيلية التي اندلعت في أكتوبر 2023.
- ترى القاهرة أن استقرار سوريا الجديدة يجب أن يعكس التزامًا بعدم تعقيد الأوضاع في غزة أو دعم تحركات غير محسوبة.
التعاون الدولي والإقليمي
- بحسب التقرير، يعمل النظام السوري الجديد على تعزيز علاقاته مع أنقرة والرياض للحصول على الدعم في إعادة الإعمار.
- مصر تتابع عن كثب هذا التعاون لضمان عدم تعارضه مع مصالحها الاستراتيجية.
رؤية مصر للإسلام السياسي
- أوضح مصدر أمني مصري أن القاهرة تميز بين الإسلاميين المرتبطين بمؤسسات الدولة، مثل القوات المسلحة، وأولئك المرتبطين بجماعات متطرفة مثل القاعدة.
- أضاف المصدر أن القاهرة لا تمانع في التعامل مع إسلاميين معتدلين بشرط التزامهم بمبادئ الدولة الوطنية.
موقف مصر من النظام الجديد في سوريا
- رغم تحفظاتها، أكدت مصر احترامها لاختيارات الشعب السوري، بشرط أن تكون هذه الخيارات نابعة من إرادة الغالبية العظمى من السوريين.
- شددت مصر على أهمية مراقبة تصرفات النظام الجديد على المدى الطويل، وليس فقط الاكتفاء بالتصريحات.
حماية المصالح الوطنية والإقليمية
تظهر السياسة المصرية تجاه سوريا الجديدة نهجًا براجماتيًا حذرًا يركز على حماية المصالح الوطنية والإقليمية. ورغم تحفظاتها على بعض الجوانب، تظل القاهرة منفتحة على التعاون مع دمشق، بشرط التزامها بالمعايير الأمنية والسياسية التي تضمن الاستقرار الإقليمي.