سعيد محمد أحمد : سوريا الى أين؟؟ !! الشرع الجديد ” الجولاني”.. وتحديات إعادة بناء الدولة
المؤكد ان هناك حقيقة لايجب إغفالها ، وتتعلق بأن تركيا "اردوغان" اليوم، صاحبة الكلمة العليًا فى سوريا الجديدة بحكم الجغرافيا، وربما التأريخ أيضًا شاء من شاء وابى من ابى ، وهو ما أكده الرئيس الامريكى القادم دونالد ترامب بقوله : بأن تركيا هى الطرف الفائز من الصراع على سو يا ، ولديها كافة مفاتيح الاحداث برغم استيلائه على سوريا بطريقة غير ودية.
وبرغم أن كل المؤشرات أكدت على تواصل المجتمع الدولى والقوى العظمى مع "القائد الجديد"،أحمد الشرع " الجولانى" رئيس سوريا المنتظر ، ويبقى السؤال :: هل هو حقا محرر سوريا من الطغيان آم أن ثمة من أعطاه هذا الدور لغاية ماه؟؟ .. أسئلة كثيرة راودت وتراود الكثير من السوريين بمختلف مذاهبهم وطوائفهم مبعثها القلق والحيرة من القادم المجهول.
وبرغم حاله الارتياح والفرح الشديد فى التخلص من نظام فاسد، الا أن تجاهل هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة " اختيار ممثلين عن الائتلاف الوطنى السورى فى اداره منظومة التغيير فى سوريا مع الحكومة المؤقتة ، خاصة وأن الائتلاف يضم معظم النسيج السورى، وهو ما يدعو الى القلق والترقب لما تحمله الايام المقبله .
ومع الإصرار والاجماع من قبل المجتمع الدولى بإجراء اتصالاته مع قادة هيئة تحرير الشام واحمد الشرع "الجولاني" وبضرورة الأخذ بالافعال لا بالاقوال ولا الاكتفاء بالدعوات الايجابية، موضحا أن اقراره بالتسامح والدعوه "لعقد اجتماعى" جديد يوفر أسس العدالة لكل الطوائف فى حق المواطنة، تظل كل تلك المعايير والمبادئ حبرا على ورق إلى أن تصبح أفعالًا على الارض وليس مجر تمنيات.
ويبقى لتركيا الفضل الأكبر وبدعم امريكى فى فتح الطريق أمام هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة" بعد تسليحها جيدا بالانطلاق سريعا فى السيطرة على كل المدن السورية وصولا الى العاصمة دمشق ما بين ليلة وضحاها دون أيه عوائق، لينتهى الامر بهروب بشار الاسد الذى استمر وعائلته ٥٤ عاما ليسقط فى ١١ يوما، مما شكل صدمة ودهشة للملايين، ليخرج المشروع التركى الاسرائيلى الغربى إلى النور ليس للقضاء فقط على نظام الأسد، بل للقضاء على أركان دولة بحجم سوريا وأهميتها الاستراتيجية والجغرافية على مدى التاريخ والتخلص فى الوقت ذاتة من الوجود الايرانى فى الداخل السورى واضعاف الحليف الروسى باجباره على الرحيل من سوريا .
ولم يقتصر المشروع عند هذا الحد بل جرى التمادى فيه بقيام إسرائيل بضرب كافة المؤسسات العسكرية السورية ومقدراتها الدفاعية وتدمير قواعدها وتمركزاتها فى كافة انحاء سوريا دون الدخول فى التفاصيل المؤلمة والمهينة لكيان دوله"سوريا" ربما أصبحت بحق من الذكريات لتحقيق حلم أردوغان "نصيب " الأسد بحجم الجغرافيا وبامتداد الحدود الطويلة والمشتركة بين دمشق وانقرة.
فى خضم الخلط الهائل للاوراق واختلاط الحابل بالنابل فى عملية الإلهاء الغير مسبوقة لشعب فرح بحصوله على حريتة ، ربما قد تكون المنقوصة والمخصومة من غياب دولته وانهيار كل مؤسساتها وقدراتها العسكرية والأمنية، فى تحقيق الامن والاستقرار ، او فى استباحة سيادتها بفرض امر واقع يجرى تغييره من حجم العدوان الاسرائيلى فى تدمير كل شىء يتعلق بالقدرة العسكرية السورية من منشات ومواقع واحتلال مساحات كاملة بالجولان وجبل الشيخ وصولًا الى الداخل السورى بريف دمشق .
فيما يعقد الكثير من ملايين السوريين الذين يحدوهم الامل والخوف من التحديات المقبلة وتواجه شكل وطبيعة الانتقال السياسي السلمى للسلطة، آملًا فى أن تشمل كل السوريين دون تمييز آو إقصاء، وقد يكون شعور العديد من الهيئات والمنظمات الدولية والأممية والعديد من القوى الدولية ، فى رؤية أفعال على ارض الواقع وهى تراقب وتحلل أفعال وتصرفات قاده تنظيم هيئة تحرير الشام الحاكمة.
ويجب على الجميع الانتباه إلى أن الخطر سيظل كامنا فى وجود الخلايا الاخوانية النائمة، والتى باتت تطل وتتنفس على استحياء عبر عناصرها الهاربة مع اخوان سوريا بوصفهم جزء أصيل من تنظيم جبهه النصرة " "تنظيم القاعدة"، والمصنف دوليا كتنظيم ارهابى بتمكنه اسقاط نظام الأسد بدعم اقليم ودولى، وفى استعادة حلم اخوان سوريا بوصولهم للحكم فى ثوب جديد، كشفت عنه ظهور أحد العناصر الارهابية المصرية الهاربة" محمود فتحى "حازمون" والمتهم باغتيال النائب العام والصادر ضده أحكام بالاعدام بالظهور مع زعيم تنظيم جبهة النصرة احمد الشرع "الجولانى " خلال تقديم التهنئة بصحبة أحد اعضاء حزب العدالة والتنمية التركى .
وتبقى التجربة الجديدة لاستعادة الاخوان فى سوريا الحكم فى تحسين وتجديد صورتهم عبر القادم الجديد الذى تخلى عن كل شىء يمس السيادة السورية أملأ فى الاستمرار لتمدد وجودهم فى "سوريا والاردن وليبيا واليمن والسودان" .
وتبقى التجربة الاخوانية المؤلمة فى تاريخ مصر والتى اسقطتها مصر الدولة والشعب وبكافة مؤسساتها وبدعم ومساندة شعبية غير مسبوقة شارك فيها ملايين المصريين لتصبح تجربتهم نموذجا فاشلا للحكم وأعطت أملا مفقودا لخلاياهم لفساد وكذب دعواهم بأنهم مصدر الامن والامان على خلاف الحقيقة والواقع ، فى كونهم صنعوا سردابا جديدا فى سوريا لا يعلم أحدًا منتهاه وإلى أين؟