هل تستطيع احتجاجات أهالي قطاع غزة التخلص من حكم حماس؟

الاحتجاجات التي اندلعت في بيت لاهيا، جباليا، دير البلح والشجاعية مؤخرًا تمثل تحولًا غير مسبوق في الوعي والموقف الشعبي، وتُظهر حجم الغضب المتراكم من المواطنين الذين أصبحوا يشعرون أنهم محاصرون من الداخل والخارج، وأنهم يدفعون ثمنًا باهظًا لصراعات سياسية وعسكرية لا يملكون قرارها.
لكن السؤال الأهم: هل تكفي هذه الاحتجاجات لإسقاط حكم حماس؟
التحديات أمام هذا التحرك الشعبي:
-
القبضة الأمنية القوية لحماس:
منذ سيطرتها على غزة عام 2007، رسّخت حماس جهازًا أمنيًا صارمًا، وقامت بقمع عدة محاولات للاحتجاج، ما يجعل استمرار أي انتفاضة داخلية أمرًا بالغ الصعوبة دون دعم خارجي أو توافق وطني واسع. -
غياب البديل السياسي المنظّم داخل غزة:
على الرغم من الاحتجاجات، لا يوجد حاليًا تيار سياسي بديل منظم داخل القطاع قادر على استلام زمام الأمور، مما يجعل التغيير الفوري غير مرجّح. -
استغلال إسرائيل للوضع:
استمرار إسرائيل في قصف غزة واستهداف المدنيين – خصوصًا الأطفال والنساء – يزيد من تعقيد المشهد، حيث يُتهم المحتج بأنّه يخدم “أجندة العدو” مما يُضعف حركته شعبيًا.
ماذا يقول أهالي غزة؟
شهادات متعددة من الداخل الفلسطيني، كما نقلتها وسائل إعلام مثل CNN ووكالة أسوشيتد برس، تؤكد أن كثيرًا من المواطنين يرفضون استمرار حكم حماس ويحملونها المسؤولية جزئيًا عن الدمار، في حين أن آخرين يخشون التعبير عن آرائهم علنًا خوفًا من الملاحقة.
"نحن محاصرون من الجيش الإسرائيلي ومن حماس.. دفعنا الثمن وحدنا" — أحد المتظاهرين من بيت لاهيا.
الاحتجاجات بداية لمرحلة وعي جديدة
الاحتجاجات الشعبية قد لا تُسقط حماس فورًا، لكنها بداية لمرحلة وعي جديدة داخل القطاع، وقد تمهد الطريق لمطالبات أكبر بـ:
محاسبة القيادة.إنهاء الانقسام الفلسطيني.فرض شراكة سياسية حقيقية.العودة إلى صوت الشارع وحق الشعب في تقرير مصيره.