نتنياهو يتوقع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن: العقبات والتحديات
تشهد الساحة السياسية والأمنية تطورات متسارعة مع قرب دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" حيز التنفيذ. رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن أنه يتوقع بدء إطلاق سراح أول مجموعة من الرهائن يوم الأحد المقبل، وسط معارضة داخلية في الحكومة الإسرائيلية ومفاوضات مكثفة مع الوسطاء الدوليين.
تفاصيل الاتفاق والعقبات التي واجهته
تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء بجهود وساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة. وينص الاتفاق على:
- مرحلة أولى تستمر 6 أسابيع: وقف إطلاق النار وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
- تبادل الأسرى: إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليًا في المرحلة الأولى، مقابل مئات السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل.
- زيادة المساعدات لغزة: إدخال مساعدات إنسانية ومواد أساسية لسكان القطاع الذين يعانون من الجوع والأمراض والنزوح.
لكن العقبات ظهرت بسبب عدم التزام إسرائيل ببعض البنود الأولية، وفقًا لبيان صادر عن حركة حماس. ومع ذلك، أكدت الحركة أنها حلت تلك العقبات بمساعي الوسطاء، مشيرة إلى التزامها الكامل بتنفيذ الاتفاق.
التطورات الميدانية: استمرار القصف رغم الاتفاق
على الرغم من الإعلان عن وقف إطلاق النار، استمرت الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، حيث أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بمقتل 101 شخص على الأقل منذ الإعلان عن الهدنة، بينهم 58 امرأة وطفلًا.
هذه التطورات زادت من حالة الغموض حول إمكانية بدء تنفيذ الاتفاق في الوقت المحدد، إلا أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين تشير إلى أن الأمور ما زالت تسير في الاتجاه الصحيح.
معارضة داخلية تهدد الاستقرار السياسي في إسرائيل
تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا شديدة من الداخل، حيث يعارض عدد من الوزراء المتشددين الاتفاق، ويعتبرونه "استسلامًا" لحركة حماس.
- إيتمار بن غفير، وزير الأمن الوطني، هدد بالاستقالة لكنه أكد أنه لن يسقط الحكومة.
- بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، هدد بالانسحاب من الحكومة إذا لم تُستأنف العمليات العسكرية ضد حماس بعد انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة.
ورغم هذه التوترات، من المتوقع أن يحظى الاتفاق بدعم الأغلبية داخل مجلس الوزراء الأمني المصغر.
جهود الوساطة الدولية
تشكل الوساطة الدولية محورًا أساسيًا في تحقيق الاتفاق، حيث يشارك وسطاء من قطر، مصر، والولايات المتحدة في تقريب وجهات النظر.
- المبعوث الأمريكي بريت ماكغورك يعمل مع نظرائه القطريين والمصريين لحل الخلافات حول أسماء السجناء الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل.
- صرّح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن "مسألة عالقة" واحدة فقط تمنع التنفيذ الكامل للاتفاق.
التحديات الإنسانية في غزة
الاتفاق يمثل بصيص أمل لسكان غزة الذين يعانون من كارثة إنسانية حقيقية:
- أكثر من 46,000 قتيل منذ بداية الحرب.
- نزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل الحرب.
- أوضاع مأساوية تشمل نقص الغذاء والدواء وانتشار الأمراض.
الاتفاق ينص على تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار القطاع، وهي خطوة أساسية للتخفيف من معاناة السكان.
الاتفاق اختبارًا حاسمًا للمجتمع الدولي ولمصداقية الأطراف المتفاوضة
يبقى تنفيذ الاتفاق اختبارًا حاسمًا للمجتمع الدولي ولمصداقية الأطراف المتفاوضة. وبينما تلوح بوادر التهدئة، تظل التحديات على الأرض هائلة، سواء في الجانب السياسي أو الإنساني، مما يجعل الأيام القادمة محورية في تحديد مسار الصراع.