صلاح توفيق يكتب : من المنتصر في حرب غزة؟ قراءة متأنية في نتائج الأطراف المتنازعة
حرب ضروس خاضها الجيش الأسرائيلي في قطاع غزة علي مدار أكتر من خمسة عشر شهرا دمرت خلالها طائرات الجيش المحتل الأخضر واليابس في القطاع وعاش اهل غزة في كرب شديد بين قصف المحتل الغازي وسلوك بعض عناصر حماس التي حولت الأزمة الي تجارة يعرف هذا الكلام أهل غزة أكثر من أي احد اخر فقد كانت تباع السلع ب5 أضعاف سعرها .. كان لإسرائيل اهداف اعلنها وهي تشن هذة الحرب وكان لحماس اهدافها ونحن خلال هذة الكلمات نقف علي حقيفة ماتحقق للأطراف التي خاضت حرب دفع ثمنها اخرون غير متخذي القرار علي الجانبين
الحروب دائمًا ما تترك الخسائر للجميع، لا أحد ينتصر بشكل كامل عندما يكون الموت والدمار هو الوسيلة. هذا الدرس الواضح يظهر جليًا بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
أهداف الأطراف ونتائجها
إسرائيل:
دخلت الي الحرب في قطاع غزة ولديها ثلاث أهداف معلنة لشعبها وامام العالم أجمع وهما :
- استعادة الرهائن بالقوة العسكرية.
- تدمير حماس وإنهاء حكمها للقطاع.
- ضمان عدم تكرار أحداث 7 أكتوبر.
فهل حققت أسرائيل اي من هذه الأهداف ؟ بالتاكيد هي لم تحقق شي من اهدافها المعلنة فهي
- لم تستطع استعادة الرهائن بالقوة، وأُجبرت على اللجوء للمفاوضات.
- لم تتمكن من القضاء على حركة حماس أو إنهاء حكمها في غزة.
- لم تحقق أي ضمانات تحول دون تكرار ما حدث في 7 أكتوبر.
علي الجانب الأخر حركة حماس هي الأخري كان لها اهداف معلنى وهي
ثلاثة أهداف أساسية:
- تحرير الأسرى الفلسطينيين.
- حماية المسجد الأقصى من الاقتحامات.
- الحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية.
النتيجة؟ كانت خسائر كبيرة لأاهل القطاع ودمار كبير لغزة فهي الأخري :
- لم تحقق أي من أهدافها، بينما دُمّرت غزة بالكامل، مع تقديرات بعودتها للخدمة خلال 5 سنوات على الأقل.
- فقدان عشرات الآلاف من الأرواح، وتشريد مئات الآلاف من المدنيين.
مصر الدولة المجاورة لطرفي الحرب وصاحبة اكبر تضحيات قدمتها للفلسطنيين برز دورها القائم علي تغليب الحكمة والعقل وحددت هي الأخري اهدافها منذ انطلاق الشرارة الاولي للحرب وهذه الأهداف واهمها
الحفاظ على ما تبقى من القضية الفلسطينية.
- إحباط مخطط تهجير سكان غزة والضفة الغربية.
- إجبار إسرائيل على الانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح.
- إدارة عملية تبادل الأسرى وإدخال المساعدات، والمشاركة في إعادة الإعمار.
- فرض تواجد عسكري مصري في سيناء، ما يعد مكسبًا استراتيجيًا لم يتحقق منذ عقود.
من الخاسر الأكبر؟
- الشعب الفلسطيني في غزة هو الخاسر الأكبر، إذ دفع ثمنًا باهظًا من دمائه وبيوته ومقدراته.
- إسرائيل تلقت هزيمة عسكرية واستراتيجية، حيث لم تحقق أهدافها وخسرت صورتها كقوة لا تُهزم.
- حماس لم تحقق شيئًا يُذكر سوى العودة إلى وضع أسوأ مما كان عليه قبل 7 أكتوبر.
مصر.. الرقم الصعب
- برزت مصر كطرف محوري، حافظ على القضية الفلسطينية، وحقق مكاسب استراتيجية على المستوى الوطني والإقليمي.
- استطاعت فرض واقع جديد في سيناء، يعزز من أمنها القومي، في ظل الانشغال الإسرائيلي بعواقب الحرب.
الحروب خسائر عرض مستمر
الحروب لا تُكسب بالنصر العسكري وحده، بل تُقاس بالمكاسب والخسائر على المستويات السياسية والإنسانية. في هذه الحرب، كانت مصر هي الطرف الوحيد الذي استطاع الخروج بمكاسب، بينما دفع الشعب الفلسطيني الثمن الأكبر. أما إسرائيل وحماس، فكلاهما خرج بخسائر فادحة دون تحقيق أهداف تُذكر.