وسط الدمار والجوع ... احتجاجات شعبية غاضبة تهز غزة ضد حماس

خرج آلاف الفلسطينيين في مشهد لم يشهده قطاع غزة منذ سنوات،إلى الشوارع في عدة مدن ومخيمات، متحدين القصف والجوع والخوف، للتعبير عن غضبهم مما وصفوه بـ"حكم حماس الجائر" الذي ساهم - برأيهم - في إدخال غزة إلى جحيم الحرب والمعاناة المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر.
وجاءت هذه الاحتجاجات غير المسبوقة بالتزامن مع استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية بعد توقف مؤقت، وسط انهيار شبه كامل للخدمات الإنسانية، وانقطاع شحنات الوقود والغذاء والدواء عن نحو مليوني فلسطيني محاصرين في القطاع.
في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، احتشد الآلاف من الفلسطينيين بين الأنقاض المدمرة، ورفعوا شعارات تندد بحكم حماس وتطالب بإنهاء الحرب. وقدّر شهود عيان حجم المتظاهرين بالآلاف، في مظاهرات اعتُبرت الأجرأ منذ سيطرة الحركة على غزة عام 2007.
الهتافات كانت صريحة: "الشعب يريد إسقاط حماس"، "برّا.. حماس برّا"، "نريد أن نعيش"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية". وامتدت المظاهرات إلى مناطق أخرى مثل الشجاعية، جباليا، ودير البلح، حيث رفع المواطنون لافتات تطالب بوقف الحرب والقتل الجماعي.
رسائل الغضب
يقول بلال أبو زيد، أحد المشاركين في مظاهرات بيت لاهيا، في تصريح لشبكة CNN:
"نحن مضطهدون من قبل الجيش الإسرائيلي ومضطهدون من قبل حماس.. لقد شنت حماس عملية 7 أكتوبر، واليوم ندفع الثمن."
أما محمود حاج أحمد، الجراح في مستشفى كمال عدوان، فأكد أن الرسالة موجهة للطرفين:
"إلى إسرائيل: أوقفوا سفك الدماء. وإلى حماس: كفى.. دعوا الآخرين يأتون."
من جهته، قال المحامي محمد عطا الله:
"مطلبنا هو ألا تمثل حماس الشعب الفلسطيني. كفى هذه الفوضى التي خلقوها."
بين القمع والخوف
المراقبون يحذرون من رد فعل عنيف من قبل حركة حماس، التي لطالما قمعت أي معارضة داخلية منذ سيطرتها على غزة. ومع اتساع رقعة المظاهرات، يتخوّف البعض من أن تكون ردة فعل الحركة عنيفة كما حصل في سنوات سابقة.
وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس، قال أحد المشاركين في المظاهرات:
"بدأنا ببضع عشرات، لكن الناس انضموا إلينا بسرعة.. كانوا يهتفون ضد حماس، لأن المعاناة باتت لا تُحتمل."
حرب مستمرة ووعود إسرائيلية بالتصعيد
تأتي هذه التطورات بعد إنهاء إسرائيل لوقف إطلاق النار المؤقت، وشروعها في موجة جديدة من الغارات الجوية، في وقت تتعهد فيه بمواصلة الحرب حتى إطلاق سراح ما تبقى من الرهائن لدى حماس، والبالغ عددهم بحسب الرواية الإسرائيلية 59 رهينة.
وتطالب تل أبيب الحركة بالتخلي عن الحكم ونزع سلاحها، بينما ترفض حماس هذه الشروط، مشترطة وقفًا دائمًا لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الرهائن.