مصر تهاجم بشدة قرار إسرائيل بوقف المساعدات الإنسانية إلى غزة وتطالب بتدخل دولي فوري

في بيان رسمي شديد اللهجة، أدانت وزارة الخارجية المصرية القرار الإسرائيلي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر المستخدمة في عمليات الإغاثة، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية.
بيان رسمي.. موقف مصري صارم ضد الحصار الإسرائيلي
أكدت مصر رفضها القاطع لأي مبرر أو ظرف يمكن أن يسمح باستخدام تجويع المدنيين الأبرياء وفرض الحصار عليهم، خاصة في شهر رمضان المبارك، معتبرة ذلك جريمة إنسانية وأخلاقية تتنافى مع جميع القيم والمبادئ الإنسانية.
كما طالبت القاهرة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الكاملة لوقف جميع الممارسات الإسرائيلية غير القانونية التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين، وإدانة أي محاولات لابتزازهم سياسيًا من خلال تعريض حياتهم للخطر.
تحركات دبلوماسية مصرية لاحتواء الأزمة
من جانبه، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على ضرورة التزام جميع الأطراف ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل:
- تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين.
- النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة.
- الدخول في مفاوضات سريعة لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأكد عبد العاطي أن مصر لن تتوانى عن لعب دورها في تسهيل دخول المساعدات والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، مشددًا على أهمية تدخل المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على الامتثال للاتفاقيات المبرمة.
إسرائيل تشدد حصارها.. وردود فعل دولية غاضبة
جاء القرار الإسرائيلي بتعليق دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة ليعمّق أزمة اتفاق وقف إطلاق النار، الذي استمر لستة أسابيع قبل أن يواجه تحديات جديدة مع تعنت الحكومة الإسرائيلية.
وفي بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن أن إسرائيل:
- لن تقبل بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
- ستواصل الضغط على حركة حماس، محذرًا من "عواقب أخرى" في حال استمرار الرفض الفلسطيني للشروط الإسرائيلية.
حماس ترد: "ابتزاز رخيص وجريمة حرب"
في المقابل، وصفت حركة حماس القرار الإسرائيلي بأنه "جريمة حرب" و"ابتزاز رخيص"، مطالبة الوسطاء القطريين والمصريين بالتدخل الفوري لإيقاف ما وصفته بالإجراءات العقابية غير الأخلاقية ضد الشعب الفلسطيني.
الأمم المتحدة تدعو إلى الاستئناف الفوري للمساعدات
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش القرار الإسرائيلي، داعيًا إلى:
- استئناف فوري لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
- إطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
- تفادي العودة إلى الأعمال العدائية التي قد تؤدي إلى انهيار الاتفاق الهش.
وأكد المتحدث باسم جوتيريش، ستيفان دوجاريك، أن الأمم المتحدة تحث جميع الأطراف على التهدئة والالتزام بحماية المدنيين، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك السريع لوقف الممارسات الإسرائيلية التي تعمّق الأزمة الإنسانية في غزة.
الوضع الإنساني في غزة تحت التهديد
يأتي هذا التصعيد في وقت تواجه غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد، حيث يعتمد أكثر من 2.3 مليون فلسطيني على المساعدات الغذائية والدوائية، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية والاقتصادية في القطاع.
هل تنجح الجهود المصرية والدولية في احتواء الأزمة؟
مع تصاعد التوترات، تسابق القاهرة الزمن لمنع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، مستمرة في الضغط الدبلوماسي بالتنسيق مع الوسطاء الإقليميين والأطراف الدولية.
وفي ظل التصعيد الإسرائيلي، يبقى السؤال:
- هل يستجيب المجتمع الدولي للنداءات العاجلة؟
- أم أن إسرائيل ستواصل سياسة العقاب الجماعي، مما ينذر بتفجر الأوضاع من جديد؟