وقف إطلاق النار في غزة: هدنة هشة ومخاوف من الانهيار
بعد شهور من المفاوضات الشاقة، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مما أنهى حربًا مدمرة استمرت لأكثر من 15 شهرًا. ومع ذلك، تثير بنود الاتفاق الغامضة وانعدام الثقة بين الأطراف المعنية مخاوف جمة من انهيار الهدنة في أي لحظة، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".
بنود الاتفاق وآليات التنفيذ
الاتفاق، الذي توسطت فيه قطر بمشاركة الولايات المتحدة ومصر، يتضمن مرحلة أولى تمتد لستة أسابيع. تشمل هذه المرحلة تبادلًا للرهائن، حيث سيتم إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليًا مقابل 1900 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
رغم هذه البنود، تأخر تنفيذ وقف إطلاق النار لأكثر من ثلاث ساعات، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى إثر غارات إسرائيلية قبيل بدء الهدنة.
مخاوف من هشاشة الهدنة
أكد ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، على أن الاتفاق هش، محذرًا من أن أي خرق أو قرار سياسي قد يؤدي إلى انهياره. وقال إن الوسطاء يراقبون تنفيذ الاتفاق من خلال غرفة عمليات في القاهرة، تشمل مراقبة دخول المساعدات وتبادل الأسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية.
المحلل جوست هيلترمان من مجموعة الأزمات الدولية أشار إلى غياب نص رسمي معلن لبنود الاتفاق، مما يفتح المجال لتفسيرات متباينة قد تهدد تنفيذه.
التحديات الكبرى
أبرز التحديات أمام الاتفاق تتعلق بمطالب كل طرف. إسرائيل تطالب بنزع سلاح حركة حماس، وهو مطلب مستبعد تمامًا، بينما تطالب حماس بإنهاء الحصار المفروض على غزة منذ 17 عامًا، وهو مطلب يبدو بعيد المنال أيضًا.
مايكل هورويتز، رئيس قسم الاستخبارات بشركة استشارات أمنية، وصف فجوة الثقة بين الطرفين بـ"الهائلة"، مشيرًا إلى أن عدم الشفافية بشأن الاتفاق يسمح لإسرائيل باستئناف العمليات العسكرية إذا شعرت بتهديد.
مخاطر انهيار الهدنة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب عن عدم يقينه باستمرار الهدنة، وهو تقييم يتفق معه محللون، لا سيما في ظل الضغوط الداخلية التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شركاء اليمين المتطرف في حكومته.
المحللة آنا جاكوبس أكدت أن نتنياهو لم يحقق أهدافه الاستراتيجية في الحرب، ومن المحتمل أن يستغل أي ذريعة لاستئناف العمليات العسكرية.
آفاق السلام
بينما تأمل الأطراف الدولية في أن تصبح الهدنة دائمة، يرى المحللون أن ذلك يتطلب مراقبة مستمرة وضمانات قوية من الوسطاء الدوليين.