اتفاق غزة.. بين هدنة مؤقتة وأزمات تهدد حكومة نتنياهو
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة حيز التنفيذ، يشهد المشهد السياسي الإسرائيلي اضطرابات كبيرة تهدد استقرار حكومة بنيامين نتنياهو. استقالة وزراء حزب "القوة اليهودية" وتصعيد زعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش، يزيد من احتمالية انهيار الحكومة، خاصة مع التحديات المتعلقة بتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى.
المرحلة الأولى من الاتفاق
تشمل المرحلة الأولى من الاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، والتي تمتد لـ42 يومًا. رغم استقرار حكومة نتنياهو خلال هذه الفترة، تظل التهديدات السياسية حاضرة.
- رهائن الصفقة: حركة "حماس" أعلنت الإفراج عن 3 رهائن إسرائيليات، بينما تواصل المفاوضات للانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تهدف إلى وقف إطلاق نار مستدام.
- تصريحات نتنياهو: لوّح رئيس الوزراء بالعودة إلى الحرب حال فشل المفاوضات، مؤكدًا: "إذا كان علينا العودة إلى القتال، فسنفعل ذلك بطرق جديدة وبقوة شديدة."
تصعيد سموتريتش وتهديد الحكومة
زعيم حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، جدد تهديده بالانسحاب من الحكومة حال عدم العودة إلى الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى.
- شروطه: السيطرة الكاملة على قطاع غزة ومنع وصول المساعدات الإنسانية لـ"حماس"، بالإضافة إلى رفع القيود الدولية.
- العقبات: تصريحات سموتريتش تصطدم بالتزامات إسرائيل أمام المجتمع الدولي، خاصة إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، التي تدعم تنفيذ جميع مراحل الاتفاق.
سيناريوهات مستقبل حكومة نتنياهو
وفقًا للمحللين، تواجه حكومة نتنياهو 5 سيناريوهات محتملة:
-
تنفيذ مطالب سموتريتش والعودة إلى الحرب:
- يضع نتنياهو في مواجهة الداخل الإسرائيلي والمجتمع الدولي.
- عودة النازحين إلى شمال غزة تعقد هذا السيناريو.
-
استمرار الاتفاق وانسحاب "الصهيونية الدينية":
- الحكومة تفقد الأغلبية البرلمانية (55 مقعدًا)، ما يؤدي إلى سقوطها والتوجه لانتخابات مبكرة.
-
تصعيد بالضفة الغربية لاسترضاء سموتريتش:
- تعزيز الاستيطان أو ضم أجزاء من الضفة قد يرضي الحزب ويضمن بقائه في الحكومة.
-
شبكة أمان من المعارضة:
- أحزاب المعارضة قد تدعم الحكومة لضمان تنفيذ الاتفاق.
- احتمال انضمام أحد أحزاب المعارضة إلى الحكومة.
-
دعم دولي عبر إدارة ترامب:
- نتنياهو قد يلجأ إلى ترامب لدعم خطة سلام إقليمية، مما يسمح له بالاستمرار في تنفيذ الاتفاق وخوض الانتخابات على هذا الأساس.
موقف إدارة ترامب
التزمت إدارة ترامب الجديدة بتنفيذ اتفاق غزة بالكامل، وأكد مستشار الأمن القومي مايك والتز التزامهم بدعم الاتفاق.
- ترامب في تصريحاته: "يجب أن يحظى الاتفاق بالاحترام، وإذا لم يحترمونا، فسوف يندلع الجحيم."
اختبارًا حقيقيًا لحكومة نتنياهو التي تواجه ضغوطًا داخلية ودولية
الاتفاق في غزة يمثل اختبارًا حقيقيًا لحكومة نتنياهو التي تواجه ضغوطًا داخلية ودولية. مع انتهاء المرحلة الأولى، ستحدد التطورات المقبلة شكل المرحلة الثانية ومستقبل الحكومة. هل يصمد نتنياهو أمام العواصف السياسية أم ينهار تحت وطأة التهديدات؟ الأيام القادمة تحمل الإجابة.