قطر تقدم مسودة نهائية لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن
في خطوة تعكس تقدمًا ملموسًا في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في غزة، سلمت قطر مسودة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن لكل من حركة حماس وإسرائيل. تأتي هذه التطورات بعد أشهر من المحادثات المتعثرة وسط جهود مكثفة من وسطاء دوليين وعرب لإنهاء القتال الذي استمر لأكثر من 15 شهرًا.
تقدم لافت في الدوحة
وفقًا لوكالة "رويترز"، تم إحراز تقدم كبير في مفاوضات جرت بعد منتصف الليل في العاصمة القطرية الدوحة، بحضور رئيس المخابرات الإسرائيلية ديفيد برنياع، ومبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ورئيس الوزراء القطري.
الوسطاء يضغطون لتحقيق اتفاق وتقديم التنازلات
كشف مصدر مطلع أن الوسطاء القطريين والأمريكيين مارسوا ضغوطًا على الطرفين لتقديم تنازلات. وأكد المصدر أن المسودة النهائية تمثل اختراقًا كبيرًا، حيث سيتم عرضها على قيادات الطرفين للحصول على الموافقة النهائية خلال الساعات الـ24 القادمة.
العقبات المتبقية في الأتفاق
رغم التصريحات الإيجابية، لا تزال هناك قضايا خلافية قيد المناقشة، من بينها:
- إنهاء الحرب بالكامل: تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي شامل، بينما يتحدث نتنياهو عن مرحلة أولى فقط.
- تبادل الرهائن والأسرى: يشمل الاتفاق إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، وهي نقطة خلافية رئيسية.
- ضمانات وقف القتال: تطالب حماس بضمانات دولية لوقف دائم للقتال.
موقف الأطراف
- حماس: تصر على إطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين وإنهاء الحرب كشرط لإتمام الصفقة.
- إسرائيل: تلتزم بمرحلة أولى تشمل إطلاق سراح جزئي للرهائن مقابل وقف القتال لمدة أسابيع، مع تأجيل التفاوض على قضايا أخرى.
بايدن ونتنياهو: جهود اللحظات الأخيرة
أعلن البيت الأبيض عن اتصال بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث ناقشا الجهود الجارية للتوصل إلى اتفاق قبل مغادرة بايدن منصبه في 20 يناير. وأكد بايدن على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار وزيادة المساعدات الإنسانية.
تصريحات متفائلة ومخاوف على الأرض
- قال مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان: "نحن قريبون جدًا، لكننا لن نكون هناك حتى يتم الاتفاق رسميًا".
- على الأرض، يشعر الفلسطينيون بخيبة أمل مستمرة، حيث قال أحد سكان غزة: "نسمع عن المفاوضات يوميًا، لكننا لا نرى شيئًا يتحقق".
مفاوضات تحت الضغط
تدور المفاوضات تحت ضغط كبير من عائلات الرهائن الإسرائيليين، الذين يطالبون نتنياهو بالإسراع في إنهاء الأزمة، فيما يضغط الفلسطينيون لوقف القصف المستمر على غزة.
ماذا بعد الأتفاق؟
مع تضارب التصريحات حول إمكانية الوصول إلى اتفاق شامل، تبدو الأيام المقبلة حاسمة. من المتوقع أن تتضح الرؤية حول ما إذا كانت الأطراف ستتمكن من تجاوز العقبات الأخيرة وتحقيق انفراجة تنهي واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.