350 حاخاما يهود يرفضون خطة ترامب لطرد الفلسطينيين من غزة بعريضة «لا للتطهير العرقي»

صدرت خطوة تاريخية اليوم من قبل نحو 350 حاخاما يهود، ردًا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي دعت إلى طرد كافة الفلسطينيين من قطاع غزة. وقد عبر هؤلاء الحاخامات، إلى جانب فنانون وكتاب وناشطين يهود في الولايات المتحدة، عن رفضهم الشديد لهذه الخطة من خلال التوقيع على عريضة نُشرت بصفحة كاملة في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بعنوان «لا للتطهير العرقي».
نص العريضة وردود الفعل داخل المجتمع اليهودي
في العريضة، جاء النص الصريح الذي يرفض فكرة إزالة الفلسطينيين من غزة، حيث كتب: «دعا ترامب إلى إزالة جميع الفلسطينيين من غزة، والشعب اليهودي يقول لا للتطهير العرقي». تُعد هذه المبادرة أول تحرك جماعي من قبل نشطاء يهود ضد مخطط ترامب بالإخلاء، وذلك رغم أن بعض السياسيين الإسرائيليين من الحكومة والمعارضة أعربوا عن تأييدهم للخطة، إلا أن الغالبية العظمى من الدول حول العالم رفضتها.
وقد وقع على العريضة حاخامات من مختلف التيارات الدينية اليهودية، بما في ذلك الحركات المحافظة والأرثوذكسية والإصلاحية، بالإضافة إلى حاخامات من جماعات إعادة البناء والتجديد، الذين يعملون في المؤسسات التعليمية والطبية والمجتمعية في الولايات المتحدة وإسرائيل. من بين الموقعين على العريضة نجد أسماء بارزة مثل شارون بروس، ورولي ماتالون، وجيل جاكوبس، ودانيا روتنبرغ. كما انضم إلى التوقيع شخصيات معروفة من خارج الوسط الديني، مثل الكاتب والناشط توني كوشنر، والممثلة الكوميدية إيلانا جلازر، والنجم السينمائي جواكين فينيكس، والناشطة نعومي كلاين، والفيلسوفة جوديث بتلر.
آراء الجمهور الأمريكي وتحذيرات من مخاطر الخطة
وفقًا لاستطلاع نشرته مؤسسة الأبحاث الأمريكية "داتا فور بروغرس"، فإن 62% من الأمريكيين يعارضون خطة ترامب لقطاع غزة، حيث صرح 47% منهم بأنهم يعارضونها بشدة، بينما أعرب 15% عن معارضتهم إلى حد ما. وعلى النقيض، أفاد 10% فقط بأنهم يؤيدون الخطة، فيما قال 13% إنهم يؤيدونها نوعًا ما، فيما لا يزال 15% بدون رأي محدد.
وأثار رفض الخطة تحذيرات لاذعة من بعض قادة المجتمع اليهودي الأمريكي. فقد نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الحاخام توبا سبيتزر، كبير حاخامات جماعة دورشي تسيديك في نيوتن، ماساتشوستس، قوله: "من الأهمية بمكان أن نضيف نحن في المجتمع اليهودي الأمريكي أصواتنا إلى كل أولئك الذين يرفضون هذه الخطة الخبيثة"، محذرًا من العنف الذي قد تثيره هذه الأوهام.
كما وصف الحاخام يوسف بيرمان من مشروع الكنيس الجديد في واشنطن العاصمة ترامب بمقارنة مثيرة، حيث قال: "يبدو أن دونالد ترامب - مثل فرعون في الكتاب المقدس - يعتقد أنه إله يتمتع بالسلطة للحكم والامتلاك والهيمنة على بلدنا والعالم". وأضاف: "التعاليم اليهودية واضحة: ترامب ليس إلهًا ولا يمكنه أن يسلب الفلسطينيين الكرامة المتأصلة أو يسرق أرضهم من أجل صفقة عقارية."
وأشارت الحاخام ريبيكا ألبرت إلى أوجه التشابه بين خطة ترامب والنزوح القسري للفلسطينيين في الماضي، مؤكدة: "أغلبية سكان غزة هم لاجئون طردوا خلال النكبة أو ينحدرون من هؤلاء اللاجئين - خطة ترامب للتطهير العرقي من شأنها أن تكرر هذه الصدمة." كما دعت الممثلة الكوميدية إيلانا جلازر إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية حقوق الفلسطينيين، مشيرة إلى أن "سلامتنا جميعاً متشابكة" ولا بد من الوقوف للدفاع عن العدالة وحقوق الإنسان.
رد فعل على محاولة ترامب فرض خطة تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي في غزة
يُعد هذا التحرك الجماعي من قِبل الحاخامات والناشطين اليهود رد فعل قوي على محاولة ترامب فرض خطة تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي في غزة بالقوة، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا داخل وخارج المجتمع اليهودي. وتبقى هذه القضية محور نقاش حاد حول حدود السيادة والعدالة وحقوق الإنسان، وسط مطالبات دولية بضرورة احترام كرامة الشعوب والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.